قضية القاعدة الشائكة عادت إلى طاولة المفاوضات

الكوبيون يطالبون بإعادة «غوانتانامو»

صورة

يعيش ضابط الاستخبارات الكوبي، دانيل لوبيز، تحت الظلال، على الرغم من الشمس الاستوائية الحارقة، ويعمل في الجيش الكوبي في منطقة غوانتانامو. ويتركز عمله لأكثر من عقد من الزمن على ضمان أن زملاءه في العمل ملتزمون بمبادئ الثورة، في الوقت الذي يقومون بأعمال الدورية على منطقة مسافتها 17 ميلاً من الأسلاك الشائكة والألغام التي تفصل الأراضي الكوبية عن الأميركية.

ولكن لوبيز، وهذا ليس اسمه الحقيقي، قد تغير قلبه أخيراً عندما قال: «لن نسترجع غوانتانامو في الوقت القريب. وحتى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو قبل بذلك في أعماقه، والأميركيون لن يتنازلوا عنها».

ويبدو أن قضية غوانتانامو الشائكة قد عادت إلى طاولة المفاوضات، حيث التقى الرئيس الأميركي باراك اوباما مع نظيره الكوبي كاسترو في بنما، للمرة الأولى، أول من أمس. وتشكل سيطرة الولايات المتحدة على الجزء الشرقي من كوبا منذ عام 1903، جرحاً عميقاً بالنسبة لحكومة كاسترو.

وبدأت هذه القضية قبل نحو قرن من الزمن عندما قامت القوات الأميركية بإنزال على منطقة خليج غوانتانامو خلال الحرب الأميركية الإسبانية عام 1898. وبعد التغلب على الإسبان وقع الأميركيون اتفاق استئجار المنطقة المحيطة بالخليج البالغ مساحتها 46 ميلاً مربعاً بصورة دائمة، ويمكن إلغاء هذا العقد بعد اتفاق هافانا وواشنطن.

وفي البداية كان الطرفان مختلطين معاً، إذ كان يعمل نحو 3500 كوبي في القاعدة الأميركية كعمال. وقال الموظف المدني المتقاعد فكتور سانشيز: «حتى قيام الثورة كان العمل في هذه القاعدة جيداً، حيث كنا نحصل على أجور جيدة، كما أننا كنا نحظى بالاحترام اجتماعياً».

ولكن عندما وصل فيدل كاسترو إلى السلطة قطع الماء والكهرباء عن القاعدة، ورد الأميركيون بفصل جميع الكوبيين، على الرغم من أن الذين كانوا في عملهم استمروا في ذلك، وكان آخر اثنين قد تقاعدوا في عام 2012. وفي كل عام كانت الحكومة الأميركية ترسل شيكاً بمبلغ 4085 دولاراً، كأجر استخدام القاعدة، ولكن حكومة هافانا ترفض صرف الشيك.

وبالنظر إلى تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، أصبح سكان غوانتانامو، البالغ تعدادهم نحو 200 الف نسمة، أكثر سخطاً على الأميركيين. وكان قرار الولايات المتحدة استخدام القاعدة كسجن للمتطرفين وتعذيبهم في أعقاب حادثة 11 سبتمبر، والذي لايزال حتى الآن، قد فاقم غضب الكوبيين.

والغريب، أن هذه القاعدة التي تتسم الآن بسمعة سيئة أصبحت مكان جذب سياحي. ويقوم الدليل السياحي، يونيير (27 عاماً)، بمناولة السياح الذين قدموا إلى المكان بواسطة حافلة، منظاراً كي ينظروا من برج مراقبة يقع فوق تلة إلى معسكر غوانتانامو. وهو يتحدث معهم بلغة انجليزية تعلمها من محطات التلفزة الأميركية التي تبث من القاعدة. وعمل يونيير في البرج منذ افتتاحه قبل نحو عام، وقبل ذلك كان يعمل مدرساً. وقال إن العديد من طلابه ذهبوا سباحة إلى القاعدة الأميركية لطلب اللجوء، وأضاف أنهم «يعيشون الآن في ميامي»،

ولكن يونيير يقول إنه يحب الخليج، ويعتبره شريان الحياة بالنسبة له. ويقول السكان المحليون إن الشواطئ في هذه المنطقة هي الأجمل في الجزيرة الكوبية. وعندما سئل يونيير عما إذا كان غاضباً من الوجود الأميركي في الجزيرة، أجاب «ليس تماماً، فقد اعتدنا على ذلك».

 

تويتر