أم بريطانية تمنع ابنها من السفر
هناك مخاوف شائعة عند الآباء والأمهات، ومن الطبيعي أن يبالغ البعض أحياناً في الخوف على الأبناء، خصوصاً عندما يتعلق بالسفر إلى مكان بعيد. لكن الأمر يتحول إلى مشكلة، عندما يستمر القلق الشديد لفترة طويلة من الزمن، هذا ما حدث مع البريطانية، فران بينسون، التي لم تتمالك شعور الخوف على ابنها سام، الذي يريد السفر في رحلة مدرسية، اذ علقت بالقول: «كنت متأكدة بأنه سيلقى حتفه في هذه الرحلة». وطلب سام من والدته السماح له بالذهاب إلى «نورماندي» الفرنسية، لتعلّم اللغة الفرنسية مع زملائه، إلا أن فران ترددت كثيراً، والسبب يعود إلى قلقها المبالغ فيه، وتشاؤمها المفرط، وخشيتها من وقوع كوارث. وعلى الرغم من أنها سافرت مرات عدة بالطائرة، إلا أنها منذ أن أنجبت أطفالاً تغير موقفها من السفر جواً.
حاولت فران أن تجد أعذاراً لرفضها سفر ابنها بالطائرة، وادعت أن الرحلة تتطلب الكثير من المال (500 جنيه استرليني)، إلا أنها اعترفت لزوجها، إيان، لاحقاً بأن سبب رفضها الحقيقي، هو قلقها الشديد، وخوفها من المجهول. وبعد نقاش طويل بين الزوجين، وافقت الأم على السماح له بالقيام بالرحلة. وفي اليوم التالي هرعت فران إلى المدرسة لتقديم الوثائق المطلوبة لرحلة ابنها، ولكن عند عودتها إلى المنزل، تملّكها الخوف فجأة. واتصلت بزوجها قائلة، «ماذا لو سقطت الطائرة (التي تحمل ابنها)، ماذا لو لقي حتفه؟» وظلت تكرر هذه الأسئلة في الوقت الذي حاول إيان تهدئتها.
استعانت فران بالانترنت للبحث عن طرق التعامل مع القلق المفرط على أبنائها. ولجأت إلى تمارين الاسترخاء ورياضة اليوغا، وقلصت ساعات عملها. وعندما وقع الهجوم على مكاتب مجلة «شارلي إبدو» الساخرة في باريس، بداية العام، ازداد الخوف لدى الأم البريطانية، التي كانت تنوي زيارة العاصمة الفرنسية مع عائلتها لقضاء الإجازة واللعب في «ديزني لاند».
ومنذ ذلك الحين أصبحت الأم تخشى على أطفالها الثلاثة ولا تفارقها التخيلات المروعة. ومع ذلك، سافرت العائلة إلى باريس وقضى أفرادها وقتاً ممتعاً. واقتنعت فران بأن أطفالها سيكبرون، وأنه يتعين عليها أن تتغلب على شعورها بالقلق الدائم والخوف عليهم.