«داعش» يفرض حظراً نفطياً على مناطق المعارضة

يفرض تنظيم «داعش» حظراً على مبيعات النفط في شمال سورية، لممارسة مزيد من الضغط على الفصائل المعارضة الأخرى، وخلق حالة من الندرة في المواد الغذائية، وإغلاق المستشفيات. ويعكس هذا الحظر الاقتصادي اعتماد مجموعات المعارضة الكبير على النفط الذي ينتجه التنظيم، وتأثيره بشكل كبير في سير القتال.

ويقول الناشط طارق عبدالحق من محافظة ادلب «نحن نواجه خطر المجاعة إذا ظلت إمدادات الوقود مقطوعة»، ويضيف أن الكهرباء والمياه والزراعة كلها تعتمد الآن على المولدات التي تعمل بالوقود.

ويسيطر التنظيم على المنطقة الشرقية من سورية الغنية بالنفط، والتي أصبحت معقلاً له في سعيه لبسط نفوذه على جميع أنحاء البلاد والعراق المجاور. ويقول المعارضون إن التنظيم يستخدم الحظر لإضعاف نضالهم ضده أثناء تقدمه نحو محافظة حلب الشمالية.

ويحاول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضرب عصب الحياة للتنظيم المتمثل بالنفط، إلا أن تأثير هذه الضربات يظل محدوداً، لأن واشنطن لا تريد ضرب آبار النفط، وتفضل بدلاً عن ذلك ضرب المصافي. ويفضل التنظيم الذي يسيطر على مساحة من الأرض تمتد بين سورية والعراق إيلاء عمليات تكرير النفط إلى وسطاء.

ويقول المحلل الأميركي، جوشوا لانديس، إن «داعش يجلس فوق هذا النبع من النفط الذي لا يريد الأميركيون قصفه، لأن كل هؤلاء الناس يعتمدون عليه، وأن الجميع في سورية والعراق سيموتون جوعاً في حال فقدانه، لأنه المصدر الوحيد للرزق في سورية والعراق».

ويقول الناشط من حلب، أحمد الأحمد، إن الحصار الذي فرضه «داعش» بدأ قبل نحو ثمانية أيام، وأن مناطق سيطرة المعارضة الآن تعاني ارتفاع الأسعار في هذه المنطقة الفقيرة، التي تواجه أيضاً القصف المنتظم من قبل قوات النظام، فقد تضاعفت أسعار الخبز ثلاث مرات ليصل إلى 250 ليرة للعبوة الواحدة، أو نحو دولار. وهو نصف ما يحصل عليه متوسط السكان في سورية في اليوم، كما تضاعفت أسعار البنزين ثلاثة أضعاف أيضاً.

ويقول أحد المتطوعين من أفراد الدفاع المدني السوري، وهي منظمة إنقاذ من المتطوعين، إن العديد من المستشفيات أغلقت أبوابها، وتوفي 14 طفلاً حديثي الولادة في مستشفى بمعرة النعمان، لأنه لم يكن هناك أي وقود لتشغيل الحاضنات.

وأضاف «لقد توقف كل شيء آخر عدا عمل الإسعاف، كما أننا لا نستطيع بعد الآن استخدام آلاتنا لإخراج الضحايا من تحت الأنقاض بعد القصف، لأنه لا يوجد وقود لتشغيل تلك الآلات، لهذا نحفر بأيدينا لإخراجهم».

وترى الفصائل المسلحة أن هذه الخطوة محاولة من «داعش» للضغط عليهم لكي يسهل عليه احتلال معبر إعزار بحلب، ويقول عضو «جيش الفرات»، وسام محمد، إن «داعش يقطع الهواء والماء إذا كان ذلك في وسعه»، ويضيف أن مقاتليهم يبلون بلاءً حسناً، لكن إذا سارت الأمور كما يريدها التنظيم «فالله اعلم ما سيحدث».

وعلى الرغم من الضربات الجوية، فإن «داعش» يبدو قوياً أكثر من ذي قبل. ويقول الأهالي الذين يتنقلون بين مناطق الفصائل و«داعش»، إن الأخير بدأ يهدد التجار الذين يحاولون نقل الإمدادات إلى الشمال الغربي، لكنه يرحب بالإمدادات التي تدخل مناطقه. وردت الفصائل بفرض حظر على البضائع التي يتم نقلها من مناطقهم إلى مناطق «داعش»، على الرغم من أن هذه الخطوة تبدو عديمة الجدوى، لأن التنظيم يمكنه الحصول على الإمدادات من العراق.

الأكثر مشاركة