ميادة سوار الذهب: البشير مُطالب بإنجاز استحقاقات الحوار

أكدت أمينة الحزب الاتحادي الديمقراطي الليبرالي في السودان، ميادة سوار الذهب، أن حزبها يؤمن بالحوارالوطني كمبدأ، لكن لن يقبل الدخول فيه من دون إنجاز استحقاقاته من قبل الطرف الآخر (السلطة)، ونبهت إلى أنها مع إقرارها بوقوع جرائم في دارفور، وقبولها الكامل للشرعية الدولية ومبادئها، إلا أنها ترى أن ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للرئيس عمر البشير، استهدفت تمرير أجندة المجتمع الدولي، وشدّدت سوار الذهب على رفضها منظومة الإسلام السياسي بجميع أحزابها وتجلياتها في السودان بالكامل، حكماً أو شراكة في المعارضة، واعتبرت أن حل أزمة دارفور لن يتم في سياق منفرد، ولن يتأتى إلا في إطار الحل الشامل للأزمة السودانية.

وقالت سوار الذهب في حوار مع «الإمارات اليوم» في القاهرة، إن حزبها الوليد جاء ليعبر عن احتياج الساحة السياسية السودانية إلى توجه جديد «يعكس المزاج الوسطي السوداني، ويمثل القوى الحديثة والكتل الشبابية الكبيرة، ويضم المدارس الفكرية المتنوعة، في إطار فاعل، كما أنه يمتلك ميزة غابت عن أحزاب سودانية كثيرة، وهي رفض الازدواجية في المواقف». وأضافت «نحن نسعى للتغيير الجذري وليس الجزئي، ولإنهاء الحكم الشمولي القائم، وتفكيك دولة الحزب الواحد، وإقامة دولة المواطنة والحقوق والمؤسسات، وقبول الآخر والتعددية في اطار تغليب ميزان الوطنية العليا، وهذا ما يعطينا صدقية وخطاً ورؤية واضحة». وأكدت أن حزبها لا يرفض الحوار مع السلطة، «ولا يوجد حزب سياسي يرفض مبدأ الحوار، لكن ندعو النظام إلى التعاطي مع استحقاقات الحوار، التي يجب ان ينفذها قبل أن يدعو إليه».

وأكدت أن كل اشتراطات نجاح الحوار هي في ملعب النظام، إذ لا يمكن أن يتم أو يبدأ، والحروب مستمرة، والقوانين المقيدة للحريات ومقتضيات العمل السياسي موجودة، وفي ظل وجود معتقلين سياسيين وتضييق أمني وانتهاكات حقوقية متواصلة.

وتساءلت «الحوار أخذٌ وعطاء، فما الذي يمكن أن نعطيه أو نتنازل عنه، وقد أخذ النظام كل شيء يخص حق الناس في الحياة الحرة؟».

وقالت «نحن لا نسعى للحوار من أجل الحوار، بل نستهدف الجلوس على المائدة في اطار عملية تفضي إلى التغيير الشامل والتحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينشده الشعب».

وحول الموقف من الأحزاب الدينية، قالت سوار الذهب «نحن نرفض تماماً منظومة الإسلام السياسي الايديولوجي في السودان، حكماً أو شراكة في المعارضة، نرفض حكم (الإخوان) القائم على التمكين والاستعلاء وازدراء الآخر والاستئثار بالسلطة وثروة المجتمع، والمعتمد على فكرة الحقيقة المطلقة والسلطة المطلقة، كما نرفض الشراكة في المعارضة ايضاً مع الأحزاب المتمسحة سياسياً بالدين، التي تعتقد أن السلطة حق ساقه الله إليهم، فهذا لا يمكن أن يؤطر لنظام ديمقراطي تداولي في المستقبل بالسودان».

وأكدت أن رفضها للتعامل مع منظومة الإسلام السياسي تنطبق على التيارين الذين يقودهما غازي صلاح الدين، وحسن الترابي، وقالت «إنه ليس كل من يرتدي عباءة المعارضة هو معارض، وهؤلاء صراعهم مع النظام حول خط هنا أو تكتيك هناك، لكنهم في النهاية متفقون معه في التوجه والايديولوجيا، حتى لو افترضنا جدلاً انهم كانوا جادين كأشخاص في معارضته، فهم يسعون إلى تغييره من منظورهم الخاص كمنتمين مثله للإسلام السياسي، وليس من المنطلق الذي تسعى اليه بقية الشعب السوداني الحالم ببناء دولة الديمقراطية والمواطنة والمؤسسات».

وأضافت أن «الشعب السوداني مزاجه الآن وسطي، وهو يرفض هذا التيار، ويرفض اليمين واليسار، فكما أخفق اليمين فشل اليسار أيضاً في إحداث اختراق وكسب الشارع، وبالتالي أصبح التوجه للوسط هو الغالب على توجهه».

الأكثر مشاركة