بيئة لعب طبيعية لكن خطرة في ويلز البريطانية
قد يعتقد من يرى صور ملاهي الأطفال الفوضوية أن الأمر يتعلق بإحدى ضواحي المدن في البلدان الفقيرة وليس في أحد أغنى بلدان العالم، إذ تغيب في هذه الألعاب الموجودة في مدينة روكسام شمال مقاطعة ويلز البريطانية، أدنى شروط السلامة. وتكمن الفكرة في تدريب الأطفال على الاستقلالية في اتخاذ القرار والتعامل مع الأخطار المحتملة. وتبدو المنطقة وكأنها مكب للنفايات، إذ تنتشر المواسير والألواح الخشبية والقطع المعدنية. ويمرح الأطفال من خلال التزحلق في الأنابيب البلاستيكية ويتأرجحون بين أغصان الأشجار في بيئة مملوءة بالمفاجآت. ويمكنهم أيضاً إنجاز أعمال خشبية ودق المسامير وقطع الألواح، وغيرها من الأعمال التي تستدعي إشرافاً مباشراً.
تقول كلير غريفنز، التي تشرف على الألعاب، إن «المكان تتم صياغته حسب ذوق الأطفال الذين يأتون إليه»، موضحة «إنه مكان مفتوح، ويستطيع الاطفال التحرك براحة وفعل ما يشاؤون من تركيب وهدم وغيرها». وفي حين يرى فيه البعض أن الفكرة غير مناسبة في هذا العصر، يعتقد آخرون أنه مشروع جيد يتيح للأطفال فرصة العيش بطريقة طبيعية؛ بعد أن بات اللعب مقتصراً على الأماكن المجهزة والملاهي المكيفة.
وقامت الشركة المشرفة على إدارة منطقة الألعاب ببناء سور لمنع دخول الحيوانات والمحافظة على إنجازات الأطفال إلى اليوم التالي، وتعيين أشخاص للإشراف ومراقبة النشاطات اليومية. ولقيت الفكرة اهتمام أميركيين قاموا بتصوير المكان وأنتجوا فيلماً خاصاً، وجهزوا الأطفال بكاميرات مركبة على رؤوسهم للتعرف الى كيفية استكشافهم للمكان.
وأطلق اتحاد الطفولة في الولايات المتحدة، بعد ذلك، أربع مناطق لعب مماثلة على الساحل الغربي. وأصبحت الأماكن المفتوحة تستقطب مئات الأطفال شهرياً، يلعبون ويقومون بنشاطات حرة بإشراف مختصين في ملاهي الأطفال. وكتبت إحدى الصحف المتخصصة في عالم الطفولة، «المكان يشجع الأطفال على الجري والنشاط واستخدام خيالهم، ومواجهة المخاطر التي لا يواجهها أطفالنا في الغالب هذه الأيام».