بعد إعلان وفاة زعيمها الملا عمر
حركة «طالبان» تعيد ترتيب الأوراق
أصبح مستقبل المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة «طالبان» غير واضح بعد الإعلان عن وفاة زعيم الحركة الملا عمر. يأتي ذلك، في الوقت الذي أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، قبل أسبوع، عن تأجيل الاجتماع الذي كان من المقرر أن يجمع ممثلين عن حكومة كابول والحركة في إسلام أباد، وأنه لم يتم الإعلان عن تحديد تاريخ لاستئناف هذه المفاوضات. ويبدو أن حركة «طالبان» الأفغانية أصبحت حركة ضعيفة سياسياً، خصوصاً بعد مقتل الملا عمر، فالحركة تعاني منافسة تنظيم «داعش» في العراق وسورية، الذي أصبح يمتد إلى دول الجوار ويجلب متعاطفين ومقاتلين من باكستان وأفغانستان، معقل «طالبان». يذكر أن قادة في الحركة، جنوب وشرق أفغانستان أعلنوا مبايعتهم لزعيم تنظيم «داعش» المتطرف أبوبكر البغدادي. وكل هذه الانقسامات داخل الحركة، إضافة إلى الإعلان عن وفاة زعيمها، سيخدم حكومة كابول التي ستضغط على ممثلي الحركة في المفاوضات المقبلة من أجل الوصول إلى حل مريح ومناسب للحكومة الأفغانية. إلا أن تأجيل موعد المفاوضات يعود، وفقاً لمراقبين للشأن الأفغاني، إلى رغبة القيادة الجديدة في ترتيب الأولويات ومحاولة الضغط على المسؤولين الأفغان بالقيام بهجمات نوعية.
ويشترط المتمردون الأفغان قبل أي مفاوضات سلام مع الحكومة، انسحاب جميع الجنود الأجانب، الذين أسهموا في طردهم من السلطة وعلى رأسهم القوات الأميركية، ويبدو أن الحركة منقسمة بين جيل جديد من القياديين الذين يواصلون القتال على الأرض، والقادة القدامى الذين فروا إلى الخارج عقب الغزو الأميركي في 2001، والمنقسمين في ما بينهم أيضاً. ويرى المسؤولون في البيت الأبيض أن المفاوضات المقبلة تشكل فرصة للحركة من أجل إبرام اتفاقية سلام مع الحكومة. وفي ذلك، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إريك شولتز، إن «طالبان» أمام خيارين «إما قبول دعوة الحكومة للانضمام لعملية سلام، أو مواصلة القتال ضد الأفغان وزعزعة استقرار بلدهم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news