ارتبط اسمها بمعركة بورسعيد التي دخلتها صحافية فتحوّلت فيها إلى مقاومة

أمينة شفيق: مشروع قناة السويس يوحّد المصريين

صورة

قالت الكاتبة والمناضلة السياسية، عضو مجلس نقابة الصحافيين السابق، أمينة شفيق، إن الفائدة الأهم في مشروع قناة السويس الجديدة، هي توحيده المصريين الذين كانوا في أمسّ الحاجة إلى مشروع قومي كبير يجمعهم، ودعت شفيق، التي ارتبط اسمها في مصر بمعركة القناة 1956، لالتحاقها بصفوف المقاومة الشعبية آنذاك، معارضي الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى التمييز بين خلافهم مع شخصه ونظامه، وموقفهم من مشروع وطني يهم كل المصريين، وذكرت بأن قناة السويس منذ إنشائها كانت ساحة للوطنية المصرية، ونوّهت بأنها البوابة التي يمكن أن تنطلق منها مشروعات استعادة مصر اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.

وتفصيلاً، قالت الصحافية والنقابية أمينة شفيق، في حوار لـ«الإمارات اليوم» بالقاهرة، إن «الأهمية التي تسبق كل الحسابات الاقتصادية لمشروع قناة السويس في مصر، هي جمعه كل المصريين في إطار معركة قومية واحدة يلتحمون فيها معاً، ويحققون هدفاً مشتركاً، بعد أن تسببت الصراعات في إيجاد مساحات بينهم».

وتابعت شفيق «إنني حتى في حقبة الرئيس المعزول حسني مبارك، وفي إطار وجود خلافات بينه وقطاعات من الشعب والمعارضة، تمنيت أن يكون هناك مشروع قومي نلتف حوله جميعاً، ونتقدم به ويتقدم بنا إلى الأمام، لذلك عندما أعلن عن مشروع قناة السويس الجديدة، وجدت نفسي أنا وابنتي نذهب لنسهم فيه دون أن نتناقش أو يخبر أحدنا الآخر، وقد توجهت إلى فرع البنك الذي أتعامل معه في تمام الساعة التاسعة ودقيقتين، لأتحاشى الزحام، فوجدت نفسي العميلة رقم 32 الواقفة في الصف، الأمر الذي دفعني لأسأل مسؤول البنك متى، وكيف حضر هؤلاء الناس؟».

وقالت شفيق إن «قطاعاً واسعاً ممن أسهموا في المشروع، هم من الطرف الذي نقول عليه في مصر إنه (يضع الفلوس تحت البلاطة)، وهذا يحسب مكسباً إضافياً للمشروع، بمعنى أنه استطاع أن يدفع الناس للخروج من دهاليز الاقتصاد السري، إلى الاقتصاد الرسمي العلني، بفوائده لكل الشعب وشفافيته».

وحول الانتقادات التي وجهتها أصوات للمشروع، أفادت شفيق بأن «السد العالي بكل قيمته، قالوا عنه أكثر من ذلك، لقد عاصرت بناء السد، وسمعت من خصوم عبدالناصر وقتها ما هو أسوأ مما يقال اليوم بحق مشروع القناة الجديد، فهناك من قال إنه سيغرق مصر، وسيمنع قدوم الطمي، وبالتالي ستدمر الزراعة، وأنه سيمنع السردين، نحن في مجتمعاتنا العربية لا نعرف، للأسف، التفرقة بين الخلاف مع شخص ونظام سياسي من جهة، والهجوم على مشروع وطني يعود بالخير على البلد من جهة أخرى. أنا أرى أن من حق أي إنسان أن يعارض السيسي وسياساته، فهذا أمر يخصه، لكن أن يعارض مشروعاً وطنياً كقناة السويس، سيعود على مصر ومستقبلها بالنفع، فهذا خلط سيئ للأوراق».

واستدركت: «أنا في الوقت نفسه ضد التهويل، وبعض المبالغات الإعلامية الجارية، وأعتبره نوعاً من الطفولة السياسية، وأقول لمن يفعلون ذلك، إن المشروع بقيمته الكبيرة ليس بحاجة إلى كل هذا، إذ يكفي مصر فخراً أنها نفذت المشروع الجديد دون ان تستدين مليماً واحداً، وبمدخرات البسطاء والفقراء من أبنائها، بينما استدانت عندما نفذت مشروع الحفر الكبير ــ مشروع إنشاء القناة ذاتها عام 1854.

وختمت شفيق، بأن اختيار مشروع قناة السويس الجديدة نقطة انطلاق لصحوة اقتصادية وسياسية مؤملة في مصر، كان موفقاً، نظراً للدور المركزي الذي لعبته القناة في التاريخ الوطني المصري.

وروت شفيق لـ«الإمارات اليوم» تجربتها المعروفة داخل مصر عام 1956، حين ذهبت إلى بورسعيد كصحافية، ثم أبرقت لصحيفتها بأنها لن تعود إلا بعد تحقيق النصر، وتحولت إلى مقاومة، وقالت «لم أفعل شيئاً استثنائياً، كنت جزءاً من الحالة الوطنية في البلاد».

تويتر