ماريو نافريت في مطعمه بمدينة مونتريال. أرشيفية

ندرة الطهاة في مقاطعة «كيبيك» تهدد المطاعم بالإغلاق

تعاني المطاعم في مقاطعة «كيبيك» الكندية نقصاً كبيراً في عدد الطهاة المحترفين، إلى حد اضطر العديد من المطاعم الى تقليص ساعات العمل اليومية أو الإغلاق المبكر. واشتكى رواد مطاعم في مدن المقاطعة من الانتظار الطويل، حتى تتم الاستجابة لطلباتهم. وفي ذلك يقول صاحب مطعم يدعى جيروم فيري: «الوضع كارثي، لدينا مشكلات منذ 10 سنوات، والوضع يسوء عاماً بعد عام». ويقول فيري، الذي يدير سلسلة مطاعم «يوروبا» في مدينة «مونتريال»، إنه لم يتمكن من توظيف 40 طاهياً، هو في أشد الحاجة إليهم.

وبينما تحاول المطاعم تقديم خدمات راقية لزبائنها، تشكو مطابخها من نقص حاد في عدد الطهاة. وأحياناً ينتظر الزبون ساعة أو أكثر للحصول على الطعام الذي طلبه. وفي ذلك يقول مدير مطعم في منطقة «ترواسان بلاس» بالمدينة، جيمس مونتي: «الزبون هو من يدفع الثمن في نهاية المطاف، إذ يضطر للانتظار وقتاً طويلاً قبل الحصول على وجبته»، وحتى نوعية الأطباق تراجعت حسب الكثيرين، يوضح مونتي «عندما يقوم طاهي اللحم بإعداد أطباق السلطة، وربما الحلوى أيضاً، فإن الطبق الأساسي قد يكون غير مطبوخ بطريقة صحيحة، وهذا أمر سيئ، فالطاهي لا يمكنه أن يقوم بمهمات عدة في آن واحد».

وتتفاقم الأزمة في المطاعم الصغيرة، إذ يقول صاحب مطعم «مادر»، ماريو نافريت، إنه يسعى لتوظيف طاهٍ منذ ثلاثة أشهر، ولكن جهوده باءت بالفشل، «أحياناً أغلق باب المطعم عندما يصل عدد الزبائن إلى نصف القدرة الاستيعابية للمحل، لأني لست متأكداً إن كنا سنطعم الجميع أم لا»، ويشير ماريو إلى أن الأمر يتعلق بالنوعية، «لا يمكننا أن نقدم أطباقاً جيدة في وقت محدد للغاية». وذكر أن العديد من المطاعم أغلقت بشكل نهائي بسبب قلة اليد العاملة.

من جهته، يؤكد المسؤول في جمعية أرباب المطاعم في مقاطعة كيبيك، فرانسوا مونييه، أن «ندرة اليد العاملة في المطاعم هو بالتأكيد مشكلة كبيرة منذ فترة طويلة في نواحي المقاطعة». وفي هذه الأثناء يفكر جيمس مونتي في الذهاب إلى أوروبا للبحث عن طهاة، «إنه خياري الأخير، وأعلم أن الأمور معقدة بعض الشيء لكن ليس باليد حيلة».

الأكثر مشاركة