العقوبة تؤثر أحياناً بشكل إيجابي في نفسية التلاميذ. أرشيفية

مَدرسة كندية تلزم طلابها بالصمت

بعد محاولات متكررة لضبط سلوك التلاميذ في مدرسة «نوتردام الكندية»، قررت الإدارة عدم السماح لهم بالحديث في الممرات، وأثناء الانتظار للدخول إلى الصفوف. وتقول مديرة المدرسة، مادلين بيشيه، إن الهدف من وراء هذا الإجراء هو منع الاعتداءات وحالات التنمّر، وأيضاً ضبط سلوك الطلاب. وعلى الرغم من أن المدرسة، الواقعة في حي فانييه بمدينة كيبيك، تعج بالطلاب، فإن الهدوء الكامل يخيم على المكان. ويفضل بعضهم وضع أيديهم على أفواههم ليثبتوا أنهم يمتثلون لتعليمات مديرتهم الصارمة. في حين لا يخلو المكان من استثناءات، فالقليل من التلاميذ المشاكسين يتجاذبون أطراف الحديث، بعيداً عن أعين مدرسيهم.

عندما جاءت مادلين إلى المدرسة قبل سنوات، كان العنف مستشرياً بين الطلاب، إذ عادة ما تسجل حالات اعتداء ومشاغبة في الصفوف وخارجها. وتروي المديرة «كنا نشهد عراكاً في فناء المدرسة والممرات الداخلية بشكل شبه يومي»، مضيفة «العودة إلى الصفوف، بعد فترة الراحة، تستغرق وقتاً طويلاً بسبب المشكلات التي تحدث بين التلاميذ»، وتم فرض «الصمت الإجباري» بسرعة في المدرسة، بعد مجيء مادلين، التي ترى أنه كان ضرورياً، واستغرق الأمر سنة ليتغير سلوك الطلاب تماماً.

ومن أجل تشجيع التلاميذ على احترام تعليمات المدرسة، وضعت مادلين نظاماً للمكافآت والحوافز، من ضمنه «كوبونات» تتيح للملتزمين ممارسة أنشطة خاصة برفقة مدرسة أو موظفة. وفي ذلك تقول المديرة إن «حملهم على السكوت خارج الصفوف ليس سهلاً، ولا يمكن لهذا الأمر أن يستمر من دون إجراءات أخرى تضمن استمراره».

كانت النتائج مذهلة، وفقاً للمعلمة آني فيلانكور، التي التحقت بالمدرسة العام الماضي، «الوضع مثير للإعجاب، نربح الكثير من الوقت، ولم يعد هناك داعٍ لتهدئة الأطفال عندما يعودون إلى الصفوف بعد الراحة»، مضيفة «إنهم يعودون بهدوء، وأصبح لديهم شعور بأن الصمت في المبنى مفيد للجميع، ومن النادر أن تحدث مشاغبة».

تؤكد مادلين أنه خلال السنوات الأخيرة تبين أن «الصمت أسهم في خفض الاعتداءات وحالات التنمر، وكان عاملاً رئيساً في تراجع العنف في المدرسة»، وترى أن ذلك أثر إيجاباً على نفسية الطلاب، كما عبر آباء وأمهات الأطفال عن تأييدهم لسياسة المدرسة الناجحة.

الأكثر مشاركة