الأفاعي السامة تقضي على ربع مليون شخص في العالم سنوياً
مع تصاعد الوفيات الناجمة عن لدغ الثعابين إلى ربع مليون في العام في كل من آسيا وإفريقيا، تكافح منظمات الصحة لتتماشى مع هذه الزيادة المريعة من خلال توفير الأمصال اللازمة، وتتمثل المشكلة الآن في أن مخزون الأمصال المضاد لسم الافاعي يتناقص بشكل كبير ويشارف على النفاد العام المقبل. وقبل وقت قصير أجرى أطباء في الهند مسحاً مفصلاً عن هذه الظاهرة واكتشفوا أن 46 ألف شخص في الهند وحدها يموتون بسبب لدغ الافاعي كل عام، كما كشف بحث مماثل في بنغلاديش أن الوفيات الناجمة عن لدغ الأفاعي تصل الى 6000 وفاة في العام. ويقول اختصاصي الامراض الاستوائية بجامعة اكسفورد، ديفيد واريل، إن «هاتين المجموعتين من الاحصاءات في غاية الأهمية لأنهما تؤكدان سوء تقدير المسح الذي اجرته منظمة الصحة العالمية، والذي يقدر عدد هذه الوفيات بـ100 ألف وفاة في العام في جميع أنحاء العالم». ويمضي قائلاً «من خلال ذلك نستشف أن أكثر من 50 ألف رجل وامرأة وطفل يموتون من لدغ الأفاعي في الهند وبنغلاديش وحدهما، وأن هذه الارقام جاءت من دولتين فقط، ونعلم ايضاً أن دولاً مثل الكنغو الديمقراطية بها اعداد كبيرة من الثعابين السامة لكنها لا توفر اي إحصاءات عن الوفيات الناجمة عنها، ولهذا استطيع ان أقول ان عدد الوفيات الناجمة عن لدغ الافاعي في العالم يقدر بـ200 ألف وفاة في العام».
ويعتقد الاختصاصيون في هذا الأمر أن الكثير من الدول ليس لديها تصور عن مدى خطورة الوفيات الناجمة عن لدغ الافاعي، وهذه النقطة تدعمها بشدة الامم المتحدة التي تصف مخاطر لدغ الافاعي ب «التهديد للصحة العامة الذي لا تعيره الدول ادنى اهتمام»، إذ أنه ليس فقط معدلات الوفيات الناجمة عن الافاعي هي التي تثير الاهتمام وانما ايضا الضحايا الذين يظلون على قيد الحياة، والذين يدفعون ثمنا باهظا، حيث ان معظم هؤلاء الضحايا يعملون في المزارع، وعندما يتعرضون للدغ يفقدون احد اطرافهم المصابة لأنه يتم استئصالها في معظم الاحيان لكي لا ينتشر السم داخل اجسامهم. وتكون النتيجة اعاقتهم عن العمل مدى الحياة.
ويقول المدير السابق لقسم مراقبة الامراض الاستوائية بمنظمة الصحة العالمية، لورينزو سافيولي، أن لدغ الثعابين يتسبب في اعاقة جسيمة للضحايا ويجلب معه البؤس داخل الاسرة، ويقضي على آلاف البشر، وينبغي أن نعمل بفاعلية للسيطرة على هذه المشكلة».
ويبدو أن التعامل مع وفيات لدغات الثعابين سيكون صعبا خلال الاعوام التالية نظرا لأن المخزون من مصل سم الافاعي، والذي تصنعه شركة سانوفي باستيور البريطانية، آخذ في النضوب، وسينتهي في يونيو العام القادم، وتوقفت الشركة عن تصنيع هذا المصل العام الماضي.
وتعمل الشركات الصيدلية في جنوب أفريقيا والهند والمكسيك وكوستا ريكا على انتاج امصال بديلة، الا ان هذه الامصال ستخضع اولا للاختبارات والتسويق، والذي يستغرق عدة سنوات، قبل أن يتم استخدامها بشكل واسع.
وتأتي هذه الوفيات من حفنة من انواع الثعابين مثل افعى الطفي المنشارية، كوبرا الصل الناشر، افعى القرطاط، افعى رسل، افعى وحيد القرن، الكوبرا ذات النظارة. وتقضي الافاعي على ضحاياها من خلال حقن السم في اجسادهم، والذي يتسبب في النزيف الداخلي أو الشلل التام للضحية. وليست هذه اخطر الثعابين في العالم، وإنما الاخطر هو افعى المامبا الاسود، الذي يعتبر سمه اكثر إماتة من سم افعى الطفي المنشارية، لكنه، خلافا للأنواع الاخرى من الثعابين، يفضل البقاء بعيدا عن الاماكن التي يتواجد بها الانسان، مثل الحقول.