المرصد
فوضى الإعلام في مواقع التواصل الاجتماعي
دخل الإعلام في عصرنا طفرة جديدة من التطور، فقد بات العالم قرية كونية صغيرة بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» و«تويتر» و«إنستغرام»، التي جعلت الأخبار في متناول الجميع فور حدوثها دون الانتظار ساعات عدة إلى حين سماع نشرة الأخبار للاطلاع على ما يجري في العالم، بل صار بمقدور الجميع المشاركة في كتابة الأخبار ونشرها على هذه المواقع، وهو الأمر الذي لا يصب دائماً في مصلحة البشرية.وأدى هذا التطور والسهولة في نشر أي خبر على هذه المواقع إلى ظهور كميات ضخمة من الأخبار تتحدث عن الكثير من الأحداث التي لا نعرف مدى صدقها أو ما إذا كانت قد وقعت أصلاً، ونجم عن هذا الضخ المهول للأخبار، وقوع فوضى عارمة في الأخبار ومدى صدقيتها، لأنه يصعب الوقوف على مدى حقيقة الأخبار المنشورة على هذه المواقع والتأكد من أنها وقعت فعلاً، لأن أعدادها بالملايين وأكثر، فقد بلغ عدد مستخدمي موقع «فيس بوك» نحو 1.2 مليار شخص في العالم.والأسوأ من ذلك أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي صاروا يستخدمونها لأغراض ليس لها علاقة بنشر الأخبار والإعلام، وإنما لأسباب كيدية لتصفية حسابات من خصوم عن طريق الإساءة إلى سمعتهم ونشر أخبار ربما تسيء لحياتهم المهنية أو لأفراد عائلاتهم. وهناك من يستخدم هذه المواقع لأغراض أخرى أكثر سوءاً، مثل الدعوة الى أهداف ربما تسيء إلى أمن الوطن لتحقيق مكاسب سياسية أو ربما مادية.وتستخدم هذه المواقع أيضاً لنشر الشائعات التي قد يكون بعضها مدمراً للشخص المقصود أو لأفراد عائلته، ومن أمثلة هذه الشائعات ما نراه عن أخبار طلاق الفنان الفلاني من زوجته، وتنتشر هذه الأخبار مثل النار في الهشيم على الرغم من أن الفنان المقصود لايزال يعيش مع زوجته على وفاق تام. وتكون مثل هذه الشائعات غير مقصودة، وتأتي نتيجة انعدام التحقق من صحة الأخبار قبل نشرها، ففي بعض الحالات يكفي أن يسمع أحدهم خبر طلاق أو زواج فنان أو سياسي مشهور ليبادر إلى نشره على صفحته في «فيس بوك» دون أن يكلف نفسه عناء التأكد من مدى صدقيته. وربما يكون مقصوداً في أحيان أخرى نشر خبر وفاة فنان أو أي شخص مشهور من قبل خصومه ليجعلونه يرى خبر وفاته، أو وفاة أحد أفراد عائلته، على هذه المواقع بأمّ عينه.والأدهى من ذلك أن بعض وسائل الإعلام التقليدية كالصحف ومحطات التلفزة تستقي أخبارها من مواقع التواصل وتعتبرها موثوقة، وتقوم بنشرها باعتبارها أخباراً حقيقية، ويمكننا تخيل البلبلة التي تنجم عن مثل هذه الحالات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news