تُقدّم نفسها بديلاً عن العملاق الصيني

الهند تتجه إلى إفريقيا لاستغلال ثرواتها

صورة

تستضيف العاصمة الهندية هذه الأيام قمة هندية إفريقية تدوم أياماً، بغرض تعزيز التعاون بين الطرفين. ويحضر القمة زعماء القارة السمراء أو ممثلون عنهم. وتريد الهند أن تقدم بديلاً اقتصادياً وتنموياً للقارة، في ظل المنافسة الحادة مع الصينيين. وقال رئيس الوزراء نارندا مودي إن العلاقة بين الطرفين يجب أن تكون مبنية على الاحترام، وأن تكون المصالح مشتركة. وتركز الهند، في الظاهر، على قطاعات عدة، أهمها البناء والتعليم وإيجاد فرص عمل جديدة، والمساهمة في مكافحة الفقر.

اقتناص الفرص

تسعى الهند إلى اقتناص الفرص في إفريقيا من الصين. وفي ذلك تقول الخبيرة كاترين ماكوكيرا، إن حجم المشاركة في القمة، يعد مؤشراً واضحاً إلى «عزم الهند تعزيز دبلوماسيتها في إفريقيا. في العادة، تتيح مثل هذه التجمعات السياسية على أعلى مستوى فرصاً لبناء روابط جديدة بين الجانبين».

وخلال السنوات الثلاث الماضية، حصل نحو 25 ألف طالب إفريقي على منح دراسية في الهند. والتزمت نيودلهي بإنشاء 140 معهداً متخصصاً في بلدان إفريقية عدة. وتعتبر تكنولوجيا المعلومات محور التعاون بين الطرفين، إذ توفر الهند قنوات التواصل والتعليم الرقمي لأكثر من أربعين بلداً، للوصول إلى خدمات مثل «الطب عن بعد»، وأيضاً الحصول على التعليم عبر الإنترنت.

وتقول الباحثة في معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية، شيتا بيري، في تعليق لها على الموضوع «أصبح المحيط الهندي إحدى الأولويات بالنسبة للسياسة الخارجية الهندية، والأمر يتعلق بالاقتصاد والأمن البحري. موضحة: «يعتبر الساحل الإفريقي الممتد على طول 26 ألف كيلومتر، ذا أهمية استراتيجية وتجارية».

وفي غضون ذلك، تريد الهند تعزيز قدراتها لمحاربة القرصنة في المحيط الهندي. ولم يتردد مودي بالتذكير بالماضي السحيق، الذي يربط بين الهند وإفريقيا، قائلاً: «قبل آلاف السنين كانت إفريقيا والهند قارة واحدة، ليفصل بينهما المحيط الهندي في ما بعد»، كما يوجد حالياً نحو ثلاثة ملايين من الأفارقة، تعود أصولهم إلى شبه القارة الهندية. وفي الوقت الذي تستثمر فيه الهند بقوة في القارة، لا تصدر البلدان الإفريقية، في الأغلب، سوى المواد الأولية إلى الهند.

ويؤكد محللون أن التركيز الرئيس سيتمثل في مساعي الهند لاقتناص الفرص في إفريقيا من الصين. وفي ذلك تقول الخبيرة في معهد الدراسات الأمنية بجنوب إفريقيا، كاترين ماكوكيرا، إن حجم المشاركة في القمة يعد مؤشراً واضحاً إلى «عزم الهند تعزيز دبلوماسيتها في إفريقيا»، موضحة «في العادة، تتيح مثل هذه التجمعات السياسية على أعلى مستوى، فرصاً لبناء روابط جديدة بين الجانبين، خصوصاً في ظل ازدهار التجارة بينهما وتباطؤ الاقتصاد الصيني».

وفي السياق ذات، يرى خبراء مؤسسة «أوبزرفر ريسيرش فونديشن»، أن الهند يمكن أن تكون بديلاً عن الصين، بالنسبة للعديد من البلدان الإفريقية، إذ تضررت القارة كثيراً بسبب انكماش اقتصاد الصين، الذي يعتمد بشكل كبير على القارة في الحصول على مواردها المعدنية ونفطها.

يقول الخبير الاستراتيجي، عيساتو ديالو، إن إفريقيا يمكنها أن تربح الكثير من شراكتها مع الهند «إذا نجحت في تقديم رؤية واضحة لسياستها التنموية، بما يتماشى ومؤسساتها القائمة، حتى توجه هذا التعاون لصالحها».

ويرى ديالو أن القارة السمراء ستستفيد كثيراً من التقنيات الجديدة، وبأسعار رخيصة، وفضلاً عن ذلك، ستكون مساهمة الهند إيجابية، إذا وجهت بطريقة صحيحة، في المجال الزراعي الذي يعاني الكثير من المشكلات، ومهما يكن فإن الأفارقة أمام خيارات عدة حالياً، وعليهم أن يحسنوا التصرف، فبالإضافة إلى أوروبا والولايات المتحدة، دخلت الصين والهند بكل قوة إلى القارة.

تويتر