مراقبة الأطفال في المسبح مهمة أولياء الأمور في السويد. أرشيفية

مسابح في السويد تمنع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية

يُنقل نحو 1500 طفل إلى المستشفى سنوياً، في السويد، بسبب الحوادث في المسابح العامة. ويلقى العشرات من هؤلاء حتفهم، في حين توجه أصابع الاتهام إلى الآباء والأمهات الذين لا يهتمون كثيراً بسلامة أطفالهم. وفي خطوة مفاجئة، قرر المسبح الكبير في مدينة «أوميا» منع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بكل أنواعها داخل المبنى الرياضي. وتتهم إدارة المسبح أولياء الامور، بالاستغراق في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والتراسل الالكتروني، ومن ثم عدم مراقبة الأطفال أثناء السباحة.

ويقول العضو في مجلس المدينة، باتريك سامولسون: «اتخذ القرار أساساً للحفاظ على سلامة رواد المسبح من الأطفال». وخلال الأسبوع الماضي، حذا العديد من المسابح في السويد حذو المركز الرياضي في «أوميا»، ومنعوا استخدام كل الوسائل الحديثة. وتقول العاملة في المركز الرياضي في أولوفستروم، آن أسترهول، إن الآباء يأتون إلى المسبح، وبمجرد دخول أبنائهم إلى الماء ينقطعون عن العالم، ليركزوا على شاشات هواتفهم أو أجهزتهم الذكية، مؤكدة أن الظاهرة أصبحت مقلقة، ومضيفة: «يتعلق الأمر بالحوادث التي يتعرض لها الأطفال، من اصطدام بالحواجز وانزلاق وغيرها، وحراس المسبح لا يستطيعون منع مثل هذه الحوادث، ويتعين على المرافقين للأطفال التحلي بالمسؤولية». ومن خلال منع استخدام الأجهزة الذكية، تشرح أسترهول، «تريد إدارة المسبح تحويل انتباه الأمهات والآباء إلى أطفالهم».

وفي وسط السويد، تدرس مديرة قسم التسلية والثقافة في مدينة «جونكوبين»، كارين سمبيرغ، منع وسائل التواصل الحديثة في المسابح والمراكز الثقافية مع نهاية هذا العام، «المنع ليس أمراً جيداً، ولكن أطفالنا هم أغلى شيء نملكه. حضورنا في مواقع التواصل يتزايد، وعلينا أن نبقى على دراية بالمستجدات طوال الوقت، وهذا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة أحياناً».

وتقول دراسة أجرتها جامعة غوتنبيرغ إن سكان السويد من أكثر الأوروبيين استخداماً للهواتف الذكية؛ إذ يستخدم نحو ثلاثة أرباع السكان هذه الأجهزة بشكل يومي. في المقابل، لقي 11 طفلاً حتفهم خلال العام الجاري في المسابح، وفقاً لـ«جمعية الحفاظ على الحياة السويدية». ورحبت الجمعية بقرار المسابح منع استخدام الأجهزة الذكية، وحث الأمهات والآباء على قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم، والاستمتاع بالوقت عوض التركيز على شاشات الهواتف.

 

 

الأكثر مشاركة