مصارعون لحراسة سيارات الزبائن في جنوب إفريقيا

وجود المصارع في الشارع يبعد اللصوص. أرشيفية

في بلد يعاني من استفحال الجريمة، يحاول أصحاب المحال التجارية في جنوب إفريقيا، التعامل مع هذه الظروف بشتى الطرق. ويستعين أصحاب مطاعم ومراكز تسوق في مدينة «كاب تاون» بخدمات مصارعين محترفين لتأمين محالهم. وباتت الاستعانة بهؤلاء شائعة إلى حد أن أصبحوا عملة نادرة، إذ إن هناك إقبالاً كبيراً على أصحاب العضلات المفتولة والخبرة القتالية.

 

وفي مطعم «ليفتيز» يتناول الزبائن، وهم عادة من الطبقة الغنية، طعامهم بكل طمأنينة، إذ يقف «الماستر لولو» في الخارج، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب من سياراتهم. وقد جاء (لولو) من الكونغو للعمل في جنوب إفريقيا، ولأنه مصارع كاراتيه محترف، فقد وجد وظيفة بسهولة في مطعم «ليفتيز».

ويقوم لولو (36 عاماً)، من حين إلى آخر باستعراضات رياضية في الشارع وهو ملثم، ما جعله مشهوراً في المدينة. ولشكره على خدماته الأمنية قام مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع فيديو للمصارع، معلقين بشتى عبارات الشكر والعرفان.

يقول (لولو) «يحتاج الناس إلى من يحرس لهم سياراتهم أثناء التسوق، أو تناول الطعام، وأنا لدي المقدرة على الحفاظ على الأمن»، مضيفاً «أنا أجيد ذلك وسأقوم بهذه المهمة، طالما كانت هناك حاجة لخدماتي»، ويؤكد المصارع أن الشارع الذي يعمل به هادئ بشكل عام، وفي الغالب يقوم بإبعاد اللصوص المحتملين، ولا يضطر إلى المصارعة. وربما يعود هذا الهدوء لوجوده الدائم، «الجميع يعلم أني موجود هنا».

ويقول (لولو) الذي حصل على الحزام الأسود في الفنون القتالية منذ سنوات، إنه مارس رياضة الكاراتيه منذ سن الـ19، في بلده. واضطر إلى مغادرة الكونغو، في 2008، لأن السلطة هناك كانت تستهدف المصارعين المحترفين، وتتهمهم بأنهم من المتمردين. وبعد مقتل ابنه من قبل القوات الحكومية، قرر (لولو) الهجرة إلى جنوب إفريقيا والاستقرار فيها بشكل دائم.

 

يبدأ (لولو) عمله في الخامسة مساء من كل يوم، مرتدياً زياً خاصاً وبيده عصا ليخيف المشاغبين واللصوص. ويقول سكان في المنطقة إن وجوده يجلب الأمان إلى المكان. وفي ذلك تقول النادلة لارا رايز (20 عاماً) «إنه هادئ، وقد يكون أروع شخص تقابله في المدينة»، مضيفة «لم نكن نعلم أنه موهوب بهذا الشكل».

 

 

تويتر