سيهوفرغيّر رأيه هذه المرة حول الهجمات في باريس. أرشيفية

رد أوروبا على هجمات باريس يختلف عمّا سبق

خلال يناير 2015، وبعد مقتل 17 شخصاً في سلسلة من الأحداث في باريس، بما فيها الهجمات على مجلة شارلي ايبدو الهزلية، خرجت أوروبا في تظاهرات عفوية، حيث احتشد المتظاهرون بصورة أساسية من أجل المبدأ الأساسي في الحضارة الأوروبية، وهو حرية التعبير. وتظاهر الملايين في القارة الاوروبية وهم يحملون إشارة كتب عليها «نحن شارلي ايبدو» في إشارة إلى القتلى من المجلة المذكورة، والذين طالما كانوا يرسمون الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وحذر كثيرون من مغبة جعل الهجمات تتحول الى مشاعر عداء ضد المسلمين بصورة عامة، سواء المهاجرون منهم أو المولودون في فرنسا. وفي المانيا، كانت ردة فعل رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في بافاريا، هورست سيهوفر، مثالية، عندما أنكر وجود أية صلة بين الإرهاب وسياسات الهجرة. ولكن بعد هجمات يوم الجمعة الماضي، الذي أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها، اتخذ سيهوفر موقفاً مختلفاً، وقال إن هجمات «داعش» تظهر الحاجة إلى «سيطرة أكبر على الحدود الخارجية لأوروبا، ولكن في الوقت ذاته حماية الحدود الوطنية لكل بلد». وأضاف أن المسألة تتعلق «باستعادة القانون والنظام الى اوروبا». وقال وزير المالية في بافاريا، ماركوس سودر، وهو من حزب سيهوفر: «نعم هجمات باريس غيرت كل شيء»، مضيفاً أن الهجمات كانت إيذاناً بنهاية زمن الهجرة العشوائية»، وفي غضون ساعات من الهجمات، كان قادة الحزب المسيحي الديمقراطي يتدارسون عملية استغلالها كجزء من الجهود الرامية إلى اجبار المستشارة أنغيلا ميركل على تخفيض تدفق المهاجرين من الشرق الأوسط.

وكان لهذا التناقض دلالته، ففي أعقاب هجمات يوم الجمعة الماضي التي نجم عنها مقتل 129 شخصاً في مواقع متعددة في باريس، أصدر القادة الاوروبيون تصريحات التعاطف والإعراب عن الغضب، في حين حمل المواطنون الاوروبيون الشموع والزهور للإعراب عن التضامن. ولكن بينما كان متظاهرو «نحن شارلي» يرفضون ربط الإرهاب بالمهاجرين أو الاسلام، تغير هذا المزاج العام الآن، وأصبح ينطوي على وجهة نظر مختلفة عما سبق.

الأكثر مشاركة