يوجد في ولاية أوريغون 32 مركز استقبال للجياع والعدد يتجه إلى تزايد

الصيادون في أميركا يتبرعون بقنصهم لإطعام الجياع

صورة

تسعى الجمعيات الخيرية في الولايات المتحدة إلى الحصول على دعم، من أجل إطعام الآلاف من الفقراء والمتشردين في فصل الشتاء البارد. وفي السنوات الأخيرة انضم مساهمون جدد إلى هذا العمل الإنساني. فقد تطوع العشرات من الصيادين للتنازل عما يصطادونه لمصلحة المحتاجين. وفي مبنى «وايسايد فود» في بروتلاند، يسهر مدير المؤسسة دون موريسون على إعداد الطعام لأكثر من 200 شخص. ويشعر موريسون بالسعادة لأن صيادين، في ولاية أوريغون، تبرعوا بكميات معتبرة من لحم الغزلان والأيل البري، هذا العام، ما سيجعل الوجبات شهية. وعملت حكومة الولاية على تنظيم عملية التبرع والتنسيق بين الصيادين وجمعيات مكافحة الجوع.

معالجة من دون مقابل

يقوم بعض الشركات في الولايات المتحدة بتقطيع ومعالجة لحوم الصيد الموجهة للفقراء، من دون مقابل، لمصلحة المنظمات الخيرية. ومنها شركة «ثن بلو لاين ميت» في روكلاند، التي تستقبل أطناناً من اللحم سنوياً، وتقوم بإعداده وحفظه ليكون جاهزاً للطهي في المطاعم الخيرية. ودعا صاحب الشركة، جيف ماكلولين، الصيادين إلى مشاركة صيدهم مع الفقراء والجياع، وعبر عن استعداده لاستقبال جميع الكميات المتبرع بها، ويضيف معلقاً: «أخبرني أحد الصيادين أنه يحتفظ لعائلته بشيء يسير من اللحم، ويسعده التبرع بالباقي لأنه يزيد على حاجته».

 

وتقول مصادر حكومية إن حجم اللحم الذي يتبرع به الأميركيون الذين يمارسون هواية الصيد في الغابات والبراري، تضاعف بشكل لافت في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك إلى حملة توعية قامت بها المنظمات الخيرية بالتعاون مع سلطات الولاية. ويقول موريسون إن جمعيته تتلقى أكثر من 450 كيلوغراماً من لحم الحيوانات البرية من الصيادين سنوياً. وقد بدأت الجمعية في ممارسة هذا النشاط منذ 20 عاماً.

وازداد تبرع الصيادين باللحوم لمصلحة الفقراء بشكل ملحوظ منذ بداية الركود الاقتصادي، ويتم تنسيق الجهود في ولايات أميركية عدة لزيادة حجم التبرعات. ويقول صيادون مساهمون في برنامج إطعام الجياع، إن لديهم المزيد من الوقت لمتابعة هذه الهواية، وإنهم مستعدون بالمشاركة في تخفيف المعاناة على المحرومين. ويقول المسؤول في برنامج إطعام الجياع في ولاية ميرلاند، جازون هال، إن التبرعات نمت بما يقرب من 20% منذ عام 2008 إلى نحو 1.3 مليون وجبة في العام الماضي.

تقول شايني ماكمهان، 13 عاماً، إن الوجبات لذيذة، وتود تجربة المزيد من لحوم الحيوانات البرية. وترتاد الفتاة مطعم الجمعية الخيرية في بورتلاند مع والدتها فيكي منذ أشهر. وتقول الأخيرة إن عائلتها تعتمد على الوجبات الأسبوعية للتغذية، لأن راتبها لا يكفي لسد حاجات العائلة. وتعمل فيكي في منظمة خيرية وتتقاضى مبلغاً زهيداً نظير عملها. وتؤكد الأم أن وجبات المطعم الخيري شهية، وتتحسن بشكل مستمر، كما أثنت على المتبرعين من الصيادين لأنهم أضافوا قيمة غذائية مهمة للوجبات.

وتكلف برامج الإعانة الإنسانية في الولايات المتحدة الكثير من المال، إلا أن تبرعات المتطوعين أسهمت في تخفيف أعباء مادية كثيرة. ويوجد في ولاية أوريغون 32 مركز استقبال للجياع، ويتم التنسيق مع الصيادين لتسليم كميات كبيرة من اللحوم البرية. ويقول مسؤولون في الولاية إن كمية اللحوم تكاد تكفي احتياجات المراكز، ويتم التفكير حالياً في التنسيق مع ولاية واشنطن لتبادل الكميات الزائدة عن الحاجة. ولقيت حملة جمع اللحوم هذه السنة إقبالاً كبيراً من مئات الصيادين الذين رأوا في التبرع مهمة إنسانية ووطنية.

برامج التبرعات بلحم الصيد موجودة في أغلب الولايات الأميركية، ويرجع بعضها إلى عقود خلت. ويقول مسؤولو البرنامج في ولاية وسكونسن، إنهم تلقوا أكثر من 700 طن من لحم الأيل والحيوانات البرية الأخرى، خلال 20 عاماً من النشاط. وتواجه مراكز استقبال الجياع مشكلات أحياناً مع السلطات المحلية. ومثال على ذلك ما حدث في ولاية لويزيانا، جنوب البلاد، إذ صادرت دائرة الصحة كميات كبيرة من لحم الغزال، لأنه غير مسموح بها في مراكز إيواء المتشردين. ولتفادي هذا النوع من المشكلات تعاقدت المطاعم الخيرية في الولاية مع مصنعي الأغذية المرخصة من قبل الدائرة.

تويتر