شرطة السويد تقوم بدراسة سرية لأوضاع الغجر
ينتشر الغجر الرحل في القارة الأوروبية، وتختلف معاناتهم من بلد إلى آخر، وحتى في بلد مرفه مثل السويد، يعاني الغجر التهميش والأوضاع الاجتماعية المتردية. وفي خطوة اعتبرها البعض في السويد غريبة، تقوم فرق متخصصة في الشرطة، بدراسة غير معلنة لأوضاع هؤلاء المتشردين. وتحاول الشرطة معرفة الظروف التي تدفع الغجر للتسوّل، وما إن كانوا يفعلون ذلك من تلقاء أنفسهم، أم أن هناك ضغوطاً تمارس عليهم. كما تهدف الدراسة السرية الى معرفة ما إذا كان الغجر الرحل، يدفعون المال مقابل الحصول على مأوى في المدن السويدية.
وتجمع مراكز الشرطة في المقاطعات المعلومات، ليتم إرسالها لاحقاً إلى العاصمة، لوضع سجل وطني حول أوضاع الغجر. ويقول مسؤولون أمنيون إن الدراسة ضرورية، للتحقيق في امكانية استغلال جهات معينة لظروف الغجر والاتجار بهم. وتقول ليندا ستاف، من شرطة استوكهولم، «نعتقد أن ظلماً لحق ببعض الناس، لذا فإننا نحقق في المسألة». أما ممثل الجالية الغجرية في السويد، هانس كالراس، فيعتقد أن الأمر عكس ذلك، موضحاً، «السلطات تتذرع لإجراء إحصاء على أساس عرقي، وذلك بهدف طرد الغجر من البلاد».
يذكر أن الإحصاءات والدراسات الموجهة لعرق أو طائفة معينة، أمر غير مقبول في السويد. وفي هذا السياق، تم تعويض أشخاص تم استجوابهم في دراسة أجريت في 2013، بعد حملة برلمانية ضد الخطوة.
تجدر الإشارة الى انه بإمكان الغجر في رومانيا وبلغاريا، السفر إلى أي بلد في الاتحاد الأوروبي، دون الحاجة إلى تأشيرة دخول وترخيص بالعمل. كما أنه لا يوجد قانون يجرم التسوّل في السويد. ويشير بحث أجرته قناة «اس في تي» في أبريل، أن عدد المهاجرين من هذين البلدين، تضاعف خلال العام الماضي ليصل الى 4000 شخص.
في المقابل، أفاد تقرير للمؤسسة الاسكندنافية للأبحاث الاجتماعية «فافو»، أجري في مارس، أنه لا توجد أدلة أن مجموعات إجرامية تشرف على المتسولين الغجر في السويد، أو البلدان الاسكندنافية الأخرى. ويعتقد أن ظروف الغجر في هذه البلدان لا تختلف كثيراً عن بقية البلدان الأوروبية حيث يواجهون التهميش والطرد.