اعتقال القيق يكشف زيف الاحتلال الإسرائيلي
بعد مرور 15 يوماً على اعتقال الصحافي الفلسطيني محمد القيق (33 عاماً)، وهو من قرية أبوالقش شمالي رام الله وسط الضفة الغربية، من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بصورة غير شرعية، ناشدت زوجته فيحاء شلس المؤسسات الحقوقية والإنسانية بالضغط على سلطات الاحتلال للكشف عن مصيره والمساعدة على إطلاق سراحه، خصوصاً أنه يعمل في مجال يهدف الى الكشف عن الحقيقة، التي طالما بذلت اسرائيل جهداً من أجل طمسها، ونشر وجهة نظرها بدلاً عنها، حول احتلال الأراضي الفلسطينية، وهي أبعد ما تكون عن الحقيقة.
وقالت شلس إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت زوجها، الذي يعمل في قناة المجد الإخبارية، في 12 نوفمبر ونقلته إلى مركز تحقيق الجلمة التابع للمخابرات الاسرائيلية شمال فلسطين. وأكدت الزوجة أن السلطات الإسرائيلية لاتزال تمنع محامي زوجها من لقائه منذ لحظة اعتقاله، الأمر الذي دفعه الى الإضراب عن الطعام، احتجاجاً على تعرضه للضغوط النفسية والجسدية.
وهذه المرة الرابعة التي يتم فيها اعتقال الصحافي الفلسطيني محمد القيق، وقضى نحو عامين ونصف العام في سجون الاحتلال الاسرائيلي خلال اعتقالات سابقة، ويبدو أنها لن تكون المرة الأخيرة، اذ إنه سيكون هناك خامسة وسادسة وحالات مماثلة، طالما ان الرجل يعمل في مهنة الصحافة، وإسرائيل المدللة من قبل معظم دول العالم، تتصرف كمن يعتبر نفسه فوق القانون الدولي والقوانين الأخرى، التي تتعلق بالأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، اذ كيف تقوم دولة تعتبر نفسها ديمقراطية، وتحترم حرية المعتقد والتعبير، باعتقال صحافي يعتمد عمله بالدرجة الأولى على حرية التعبير، لا لذنب اقترفه وإنما لأن اسرائيل تعتبر الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرتها، مواطنين من الدرجة الثانية، ويحق لها ان تفعل بهم ما تشاء دون أي اعتبار لأي حقوق إنسانية أو مهنية.
ويبدو أن منظمات حقوق الإنسان وحتى الأمم المتحدة لم تعد توجه أي انتقادات لإسرائيل، على الرغم من الانتهاكات التي ترتكبها، لقناعاتها بعدم جدوى ذلك. حتى منظمة «صحافيون بلا حدود» تدرك جيداً أن اسرائيل تعتقل الصحافيين الفلسطينيين، وتعاملهم بصورة وحشية لا تليق بمن يعملون في هذه المهنة، التي تهدف إلى الكشف عن الحق والحقيقة، ولكنها مع ذلك لا تطالب سلطات الاحتلال بمعاملة الصحافيين الفلسطينيين المعتقلين على نحو أكثر إنسانية، وأن تسمح لهم بالحصول على محام أو ربما تقدم أسباباً وجيهة لاعتقالهم.