حرمته المحكمة الميراث بسبب طلاق والديه
فرنسي يسير 500 كيلومتر احتجاجاً على «خلل قضائي»
للمرة الخامسة، يتناول المتقاعد الفرنسي جان لويس غمباترو عربته الصغيرة، ليسير إلى باريس على الأقدام. ولأنه كان ضحية خلل في الجهاز القضائي، وفق تعبيره، فقد اختار الاحتجاج بطريقته الخاصة، وذلك من خلال دفع عربته اليدوية من مدينة بوردو غرب البلاد، إلى العاصمة باريس، لمسافة 500 كيلومتر. ويقول غمباترو إنه تعرّض للظلم مرات عدة في حياته. وخلال مسيرته الاحتجاجية، التي قسمها إلى 32 مرحلة، وعرض تفاصيلها على صفحته على الانترنت، زار المحاكم في المدن التي مر بها. ويذكر أن المتقاعد ابن لزوجين انفصلا عندما كان صغيراً، ويقول إنه «ضحية طلاق والديه»، ولم تقتصر معاناته على حرمانه من الجو العائلي، إذ حرم أيضاً من ميراث والده. وقد قررت محكمة في بوردو أن العقار الوحيد الذي يمتلكه والده، يعود لابنته من زوجته الأخيرة، أما جان لويس فلم يحصل على شيء لأنه ابن طليقته.
ومن خلال احتجاجه بهذه الطريقة يريد المتقاعد الفرنسي أن يلفت انتباه الرأي العام للمشكلات التي يعانيها أبناء وبنات المطلّقين الذين تضيع حقوقهم، مع مرور الزمن، بزواج والديهم من أشخاص آخرين. ولا يتواصل جان لويس مع أخته غير الشقيقة، ولم تكن بينهما علاقة عائلية، ويعلق بالقول: «حالما يقع الطلاق، يتعرض الكثير من الأطفال للظلم ويصبحون ضحايا لمشكلة لم يتسببوا فيها»، مضيفاً «في العادة يتعرض الطفل للتهميش من قبل أحد والديه، وربما كليهما، ويفقد الشعور بالدفء العائلي. وعندما يأتي وقت توزيع التركة يصاب بالصدمة الكبرى». ويشتكي كثيرون غرابة التشريعات في ما يخص المواريث، في فرنسا، ويرون فيها ظلماً.
ويلقى جان لويس دعماً كبيراً من قبل «الجمعية الوطنية لضحايا الأخطاء القضائية»، ويسعى لتوسيع احتجاجه ليشمل مدناً أخرى في الشمال والشرق. ويقول على صفحته الالكترونية: «كرامتي هي التي تدفعني للمشي مئات الكيلومترات احتجاجاً على الظلم والتناقضات القضائية»، موضحاً «كوني ضحية طلاق والدي وظلم قضائي، فأنا أناضل من أجل حقوقي وأدعم جميع ضحايا القضاء». وعلى عربته الصغيرة وضع مجسم لقلب مجروح بين قطع من الفحم، وكلما أوقفه أحد في الشارع أخذ كل الوقت لشرح قضيته دون ملل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news