تتفاقم المشكلة في لندن وبيرمينغهام
عائلات تغشّ من أجل تسجيل أبنائها في مدارس جيدة
عبر العالم تحظى مدارس معينة بسمعة جيدة، وتصبح أمنية العائلات أن ترسل أطفالها إليها. وفي بريطانيا يفعل الآباء والأمهات كل ما يستطيعون ليحصل أبناؤهم وبناتهم على تعليم جيد، وبالنسبة للبعض فإن «الغاية تبرر الوسيلة». لقد نجحت جينفر دودسورث في تأمين مقعد لابنتها (ياسمين) في مدرسة مرموقة في جنوب لندن، لكن كيف؟
لا يحق للطفلة الالتحاق بهذه المدرسة، لأنها تقطن على مسافة بعيدة، ويفترض أن تذهب إلى مدرسة قريبة من منزلها، وفقاً للقوانين المعمول بها في المملكة المتحدة. وللتحايل على هذا البند، عمدت جينفر إلى وضع عنوان والدتها أثناء تسجيل (ياسمين). وتسكن الجدة في الشارع نفسه الذي توجد به المدرسة المطلوبة. وليست جينفر الوحيدة التي تلجأ إلى الغش والكذب، من أجل ضمان تعليم جيد، فقد أشار تقرير إلى أن أكثر من 100 مدرسة في بريطانيا، لا تسمح سوى للتلاميذ الذي يسكنون على مسافة 90 متراً منها بالالتحاق بصفوفها. ومع تزايد عدد السكان وتوافد المهاجرين، فقد بات من الصعب الحصول على مدرسة مناسبة، وتتفاقم المشكلة في لندن وبيرمينغهام، بشكل خاص.
ونتيجة لذلك، يضطر المزيد من الآباء إلى اتخاذ تدابير يائسة؛ إذ تشير التحقيقات إلى أن طلبات التسجيل المشبوهة في المدارس تضاعف 11 مرة منذ خمس سنوات. وتقول دراسة أجريت أخيراً إن ما لا يقل عن 18% من الآباء والأمهات قد استأجروا، عن طريق الاحتيال، مساكن بالقرب من المدرسة المستهدفة، بحيث يكون لأطفالهم الحق في التسجيل بها.
في المقابل، يستخدم آباء آخرون تكتيكات أكثر خداعاً. ما يقرب من النصف اختاروا حضانة معينة لأنهم يعتقدون أنها تساعدهم في الحصول على مكان في المدرسة الابتدائية التي يريدونها؛ على الرغم من تعارض ذلك مع القوانين. واكتشفت (جينفر ــ 30 عاماً) عندما كانت تحاول أن تجد مقعداً دراسياً لابنتها في خريف 2011، أن الخيارات المتاحة أمامها لم تكن مناسبة، قائلة: «المدارس الأقرب إلينا ليس لديها تصنيف جيد»، موضحة «أردنا أن نمنح ياسمين أفضل بداية ممكنة في الحياة»، وفي قصة مماثلة، تقول إيما وودثورب، إنها شعرت بالإحباط عندما كانت تبحث عن مدرسة مناسبة لابنتها (هارييت)، واضطرت إلى أن تغير محل إقامتها مؤقتاً بغرض التسجيل في المدرسة المرغوبة. وتقول (إيما ــ 36 عاماً): «أردتها أن تذهب إلى مدرسة يرتادها تلاميذ لديهم خلفيات ثقافية جيدة»، مضيفة: «كل المدارس التي زرتها في البداية كانت تعج بالتلاميذ والتدفئة فيها ضعيفة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news