الحكومة الكندية تصنع تاريخاً بتوطين 13 ألف لاجئ سوري

بينما تسعى العديد من البلدان في جميع أنحاء أوروبا لخفض عدد اللاجئين السوريين المتدفقين عبر حدودها، تخطط كندا لاستقبال أكثر من 13 ألف لاجئ في الأسابيع الستة المقبلة. ويقول وزير الهجرة الكندي، جون ماك كالوم، إن كندا استقبلت مرات عدة، خلال العقود الماضية، موجات كبيرة من اللاجئين، ويضيف «لكنني أعتقد أن هذه الموجة الأخيرة، هي التي ستصنع التاريخ في كندا، بمعنى أننا لم نفعل ذلك إلا بتروٍّ».

• بينما تتدافع مجموعات من اللاجئين في جميع أنحاء كندا، للحصول على السكن والتعليم والدعم الطويل الأمد، يتخوف ماك كالوم من أن يتضاءل الدعم الشعبي إذا بدا أن القادمين الجدد ينعمون بالتدليل.

• يتوقع أن تكلف هذه العملية الطموحة الحكومة الكندية 680 مليون دولار، وأصبحت واحدة من أكثر السياسات البارزة التي صاغتها حكومة الحزب الليبرالي الجديدة، بزعامة رئيس الوزراء جستن ترودو.

 

ويتوقع أن تكلف هذه العملية الطموحة الحكومة الكندية 680 مليون دولار، وأصبحت واحدة من أكثر السياسات البارزة التي صاغتها حكومة الحزب الليبرالي الجديدة، بزعامة رئيس الوزراء جستن ترودو، الذي فاز فوزاً ساحقاً في أكتوبر، من خلال حملته الانتخابية الجريئة، التي وعد فيها بجلب 25 ألف لاجئ للبلاد، بحلول نهاية عام 2015. وعلى سبيل المقارنة، فقد رحبت كندا بعد حرب فيتنام، باستقبال 137 ألف لاجئ من جنوب شرق آسيا، لكن تم ذلك على مدى 20 عاماً.

 

إلا أن البلاد خفضت في الوقت الراهن ذلك العدد إلى 25 ألف لاجئ، يتم استقبالهم خلال أربعة أشهر. ووصل أكثر من 11 ألفاً و800 لاجئ سوري إلى كندا، منذ أن أطلقت البلاد برنامج إعادة التوطين في نوفمبر، وأقل قليلاً من نصف هذا العدد يعتمد على رعاية المواطنين العاديين، الذين يدفعون كلفة نفقات استقرارهم في أماكن سكناهم الجديدة.

إلا أن هذه العملية الطموحة محفوفة بالتحديات، حيث جعلت هجمات باريس القاتلة، في نوفمبر الماضي، مسؤولين كنديين يواجهون تساؤلات، حول ما إذا كان أمن البلاد العام سيتعرض للخطر، جراء ترتيبات استقبال اللاجئين خلال فترة قصيرة من دون تمحيص كافٍ، على الرغم من أن أي تأخير ينجم عن ذلك من شأنه أن يجعل هذه الخطة، الأكثر طموحاً، تبدو تماماً مثلها مثل العديد من الخطط المماثلة في أوروبا، التي تتعرض لضغوط لتخفيض عدد طالبي اللجوء.

وفي الوقت الذي تتدافع مجموعات من اللاجئين في جميع أنحاء كندا، للحصول على السكن والتعليم والدعم الطويل الأمد، يتخوف ماك كالوم من أن يتضاءل الدعم الشعبي إذا بدا أن القادمين الجدد ينعمون بالتدليل.

 

وفي محاولة لتخفيف المخاوف الأمنية، أرسلت كندا 500 مسؤول إلى الأردن ولبنان لإقامة ما وصفه ماك كالوم بـ«المحطة الواحدة»، حيث يخضع كل قادم جديد محتمل لمقابلات أمنية، وتؤخذ بصمات أصابعه وبصمات العين، ومن يتم اختيارهم يدخلون البلاد كمقيمين دائمين بالكامل. ويأمل ماك كالوم أن يساعد الفحص منع اعتداءات كالتحرش الجماعي بالنساء، الذي حدث عشية السنة الجديدة بكولونيا في ألمانيا، وذلك لتفادي اتخاذ مثل القرار المثير للجدل، وهو إبعاد اللاجئين الذكور غير المصحوبين بأسر بسبب مخاوف أمنية.

 

وبموجب خطة الليبراليين، وصلت أول مجموعة من اللاجئين السوريين تورونتو، في ديسمبر. واحتلوا عناوين الصحف في جميع أنحاء العالم، لأن من استقبلهم هو ترودو بنفسه. وانتهز قدر كبير من وسائل الإعلام الفرصة لمقارنة كندا بجارتها الجنوبية، حيث يدعو المرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. إلا أن ماك كالوم يدافع عن جارته بقوله إن «دونالد ترامب ليس هو الولايات المتحدة»، في إشارة إلى أن الحكومة الأميركية قد أعربت عن دعمها لجهود التوطين في كندا في أحاديث عدة.

ترحيب ترودو الحار في المطار يعكس كيفية رؤية معظم الكنديين لقضية اللاجئين السوريين. ويقول ماك كالوم إن هناك قدراً كبيراً من الدعم «لست ساذجاً، إنه ليس 100٪، لكن نسبة كبيرة من الكنديين يقفون إلى جانب اللاجئين بحماس ويدعمونهم».

الأكثر مشاركة