زعيمة تايوان الجديدة نموذج في قارة آسيا
مرة أخرى تقدم جزيرة تايوان المثل الذي ينبغي أن تحتذيه بقية الدول الآسيوية، ففي 16 يناير الجاري، انتخبت الجزيرة أول رئيس امرأة لها، تساي انغ وين، التي تلقت تعليمها في العالم الغربي، ومن ثم تحولت إلى سياسية. وهي تعكس الدور الصاعد لتايوان على المسرح الدولي، وجاء انتصارها نجاحاً على العديد من الصعد.
فأولاً لا تستند شعبية تساي على شهرة أحد أقربائها الذكور، كما كانت الحال للنساء الأخريات في آسيا، مثل بارك غوين هاي في كوريا الجنوبية، أو أونغ سان سوكي في ميانمار.
ثانياً أن انتصارها في الانتخابات يشكل تحدياً للبديهية الكونفوشية، التي تفيد بأن الحاكم المرأة يعد أمراً غريباً، مثل صياح الدجاجة عند انبلاج الفجر. وفي واقع الأمر فإن العديد من الشبان التايوانيين، وعلى الرغم من الثقافة الكونفوشية المحافظة، يرون الآن أن المرأة الحاكمة تعد قضية عصرية، وبالمقارنة فإن الصين ربما تطري على كون النساء زعيمات في دولهن، إلا أنها لاتزال بعيدة جداً عن السماح لامرأة بالوصول إلى سدة الحكم.
ثالثاً، وهو الأكثر أهمية، فإن أسلوب تساي الأنثوي في القيادة، الذي يتم بصورة جماعية عموماً، هو ما تحتاج إليه تايوان وربما بقية دول آسيا، نظراً إلى أن اقتصادات المنطقة، التي نضجت كما ينبغي، تكافح كي تنتقل من حالة التقليد إلى الإبداع في صناعات التقنية.
وعلى الرغم من تعداد سكانها القليل، البالغ 23 مليون نسمة، فإن تايوان لطالما كانت مثلاً يحتذى في المنطقة. وكانت تقود المنطقة في اقتصاد التصدير المزدهر. وتَطلّب منها ذلك قلب اقتصادها، الذي كان يعتمد على الزراعة، وحولت نفسها إلى مناطق صناعية، خصوصاً للشركات التي تصنع التقنيات المتطورة. وبعد أن تطورت إلى أحد «النمور» الاقتصادية الآسيوية، انضمت إلى قافلة الديمقراطية في المنطقة في ثمانينات القرن الماضي.
ومنذ عام 1996 انتخبت الجزيرة ثلاثة رؤساء بصورة حرة، وستكون تساي الرابعة بعد أن تبدأ عملها في شهر مايو المقبل.
وكانت الديمقراطية هي الدرع الحصينة للجزيرة، ضد ادعاءات الصين أحقيتها في امتلاك الجزيرة، وهو نزاع يرجع إلى عام 1949، عندما استولى الشيوعيون على الصين الأم.