الصين تتجه لتعيين عدد أكبر من المعلمين الذكور في مدارسها
تؤكد السلطات في الصين أن النقص المريع في المعلمين الذكور في البلاد، أدى الى وجود جيل «جبان، أناني، أقل رجولة»، ولهذا السبب تسعى السلطات التعليمية الى تعزيز قيم الرجولة التقليدية في الفصول الدراسية، ومن أجل ذلك طلبت المدارس في مدينة زينغهو، على النهر الاصفر، من الطلبة توقيع تعهد للتصرف «كرجال»، وفي شنغهاي يسعى مديرو المدارس لتعزيز الفصول الدراسية في مدارس الصبيان، بدورات رياضية، مثل الفنون القتالية، وفي هانغزو شرق البلاد، ينظم المربون معسكرات صيفية للتدريب على التايكواندو، بغرض «خلق رجال من الصبيان».
وطفق مسؤولو التعليم يجندون المعلمين الذكور في طول البلاد وعرضها، في الوقت الذي تدعو وسائل الإعلام الى «إنقاذ الرجولة في المدارس». وخلق هذا الاتجاه الجديد جدلاً مستفيضاً حول المساواة بين الجنسين، والهوية الاجتماعية، في الوقت الذي يسعى قادة البلاد الى جعل سوق العمل اكثر اعتماداً على المؤهلات الفردية.
وإذ إن هناك كماً هائلاً من المعلمين الاناث، يعتقد المحللون التربويون أن ذلك قد خلق تأثيراً سلبياً في الصبيان، وبما أن المعلمين أقل عدداً على نطاق العالم مقارنة بالمعلمات، بما في ذلك الولايات المتحدة، فإن انعدام التوازن بين الجنسين في مهنة التدريس في الصين، يعد الأكثر اختلالاً من أي مكان في العالم، ففي المناطق الحضرية يوجد أربع معلمات من بين كل خمسة معلمين، وفقاً لدراسة نظمتها جامعة بيجنغ نورمال في الصين.
وفي بعض المناطق يضغط المسؤولون في المدارس على المسؤولين المحليين للتدخل، زاعمين ان أداء التلاميذ أصبح سيئاً بسبب انعدام المعلمين الذكور، الذين يقتدون بهم. وكثيراً ما يأتي الصبيان في المؤخرة عند امتحانات الدخول للكليات. وفي السنوات القليلة الماضية سعى المسؤولون التعليميون في فوجيان، وغوانغسكي وجيانكسو، لوضع حوافز للمعلمين الذكور، بدعوى ان تعيين هؤلاء المعلمين من شأنه ان يحفز التلاميذ على الإقبال على التعليم.
ويقول الطالب بالمدرسة العليا بشنغهاي، زو جياهاو، انه لا يعتقد أن الصين تواجه أزمة «رجولة» في فصولها الدراسية، لكنه يرى ان التلاميذ الذكور يشعرون بالثقة، عندما يتلقون تعليمهم مع بعضهم بعضاً. ويضيف قائلاً «في الفصول الدراسية المختلطة قد لا نجرؤ على الحديث، ولكن عندما يكون الفصل جميعه من الصبيان، نشعر بحرية أكثر».
الباحث بمركز الشباب والأطفال ومؤلف كتاب في التعليم بعنوان «أنقذوا الصبيان»، صن يونكسياو، يرى أن هناك شقة بعيدة بين التلاميذ الصينيين وبين القدوة الذكورية، بمن في ذلك آباؤهم. ويقول صن إن التلاميذ يحتاجون إلى معلمين إناث وذكور لتطويرهم.
الا ان إحدى العقبات لاستقطاب مزيد من الذكور في السلك التعليمي، تتمثل في الرواتب المتواضعة التي تدفعها الدولة للمعلمين، ففي عام 2013 بلغ متوسط راتب المعلم في المدارس الحكومية 17 ألف دولار في العام، وفقاً لإحصاء حكومي. وعلى الرغم من أن القانون الصيني يقضي بألا تكون رواتب المعلمين أقل من رواتب الموظفين الحكوميين الآخرين، فإن تطبيق القانون لم يكن متشدداً، ويسعى الكثير من المعلمين للحصول على وظائف حكومية ذات رواتب عالية.
ونجد أنه من بين مليون أو يزيد من معلمي الرياض، في كل ارجاء البلاد، هناك 60 الفاً أو 6% فقط من الذكور، ويمثل الاحتفاظ بالمعلمين الذكور في الصين تحديا حقيقيا للسلطات التعليمية.