لأنه لا يؤمن بفكرة التسوية السياسية

خبير فرنسي: النظام السوري يتفاوض لأسباب تكتيكية فقط

جان بول شانيولو. أرشيفية

تشهد سورية حرباً وعنفاً غير مسبوقين، ويخشى مراقبون أن الحرب لن تنتهي إلا إذا استسلم طرف رئيس في النزاع. ويرى مدير معهد الأبحاث والدراسات الشرق الأوسط، جان بول شانيولو، أن الأنظمة الاستبدادية لا تتفاوض إلا لأسباب تكتيكية بحتة، فهي لا تؤمن بفكرة الوفاق والتسوية السياسية. وفيما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية:

• رسم المنتصرون في الحرب العالمية الأولى حدوداً لمناطق لا تتصل بالضرورة ببعضها بعضاً، عرقياً أو دينياً أو مذهبياً، الأمر الذي أوجد فراغاً مؤسسياً، ثم نشأت الأنظمة الاستبدادية لتملأ هذا الفراغ.

■ تمر سورية بمرحلة عنف غير مسبوقة. هل من إشارات تدل على قرب نهاية هذه المأساة؟

 

■■ لقد وصل العنف إلى حد الهمجية. العلاقة بين نظام الأسد وشعبه مشوشة. النظام في سورية أو العراق ليس استبداديا فحسب، بل قمعي أيضاً. المخرج الوحيد من هذه الأزمة، فيما يبدو، هو العنف.

 

■ تم تأجيل مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة مرات عدة. تبدو العملية غير ثابتة..

 

■■ لا يذهب المتناحرون إلى المفاوضات إلا بعد تحقيق أحدهم مكاسب على الأرض. إنها العلاقة الجدلية الدائمة بين السياسة والاستراتيجية العسكرية. كانت المعارضة تأمل أن تحقق نجاحا عسكريا لدعم موقفها دبلوماسياً، لكنها أخفقت في ذلك. هناك تباين صارخ بين مطالب النظام وشروط المعارضة، فالأول لا يركز إلا على الانتخابات في حين تريد المعارضة حكومة انتقالية. في المقابل، لا يتسم الموقف الغربي بالوحدة سواء من الناحية العسكرية أو الدبلوماسية.

 

■ ماذا عن فرنسا؟

 

■■ تبنت فرنسا سياسة متوازنة نسبياً تجاه الأزمة السورية، منذ 2011، لكنها ظلت معزولة دولياً إلى الآن.

 

■ هل هناك جدوى من التفاوض مع نظام استبدادي؟

 

■■ يجب المحاولة دائماً لكن مع إيجاد توازن في القوى العسكرية، لأن هذا التوازن شرط أساسي لنجاح المفاوضات. بشار الأسد يعتقد أن السلطة ملك له. عبر التاريخ، الأنظمة الاستبدادية لا تتفاوض إلا لأسباب تكتيكية. «الاستبداد» و«الوفاق»، مصطلحان متناقضان.

 

■ ماذا عن الحدود الجديدة وعن قضية الأكراد؟

 

■■ تنظيم «داعش» يريد إعادة رسم الحدود لتعود كما كانت قبل الاستعمار، فقد رسم المنتصرون في الحرب العالمية الأولى حدوداً لمناطق لا تتصل بالضرورة ببعضها بعضاً، عرقيا أو دينيا أو مذهبيا، الأمر الذي أوجد فراغا مؤسسيا. ثم نشأت الأنظمة الاستبدادية لتملأ هذا الفراغ. لم تبن هوية وطنية في العراق. نتحدث دائما عن عرب وأكراد؛ شيعة وسنة؛ يتعايشون في فضاء واحد. القضية الكردية مطروحة دائما والقضية الفلسطينية أيضا.

 

■ كيف ذلك؟

 

■■ إنه شعب من دون دولة. الفلسطينيون في وطنهم لكن لا يوجد لديهم دولة. وقضيتهم حاضرة دائمة حتى عندما تتوقف عجلة الدبلوماسية. إذاً، من ناحية لدينا فرقعات فارغة: دول من دون وطن (العراق وسورية) ومدن أوطان في غياب دول (فلسطين والأكراد). ينبغي مراجعة خريطة المنطقة.

 

تويتر