الهجرة تعرّض أنغيلا ميركل لمتاعب سياسية
أصبحت المستشارة أنغيلا ميركل محل انتقاد معارضيها، حتى من قبل بعض نواب حزبها، بالإضافة إلى شريحة واسعة من الشعب الألماني، بسبب المشكلات المترتبة على الأعداد الكبيرة للاجئين، التي اجتاحت البلاد خلال الأشهر الماضية. ويرى عدد متزايد من الألمان أن المهاجرين الجدد يشكلون خطراً على المجتمع، خصوصاً بعدما حدث من أعمال تحرش ليلة رأس السنة في كولونيا.
الأمر الذي أدى إلى عزلة ميركل تدريجياً؛ ليس من قبل الطبقة السياسية فقط، وإنما امتد ذلك إلى الدول الأوروبية، التي لم تعد تستجيب لدعوات برلين، التي طلبت المساعدة أكثر من مرة. ويرى مراقبون أن أعضاء الاتحاد الأوروبي يعاقبون ألمانيا على مواقفها، خلال الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالقارة قبل سبع سنوات. وقد وافق الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم، قبل أيام، على إجراءات لتسريع عملية اندماج اللاجئين، وتتضمن الإجراءات تمديد فترة تدريب اللاجئين، إضافة إلى تبني تدابير أكثر صرامة في منح تأشيرات الإقامة، بالنسبة لمن يرفض الاندماج.
وتبدو المستشارة الألمانية حالياً غير قادرة على فرض سياستها في مجال الهجرة، وذلك بعد أن تخلت فرنسا عن نهج المسار الألماني، الذي تعارضه دول في أوروبا الشرقية أيضاً. وعلى الصعيد الداخلي، تواجه ميركل تراجعاً في استطلاعات الرأي، ومعارضة متزايدة لسياستها التي فتحت أبواب ألمانيا لأكثر من مليون طالب لجوء العام الماضي.
واضطرت الزعيمة الألمانية إلى أن تقدم بعض التنازلات لصالح الأحزاب المشاركة في الحكومة، ووعدت بالتوصل إلى حل، بهدف خفض تدفق اللاجئين في العام الجاري، في إطار أوروبي، مطالبة بفرض حصص إلزامية، لتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي.