سياح يلتقطون صوراً تذكارية مع الزوجين. أرشيفية

حديقة أزهار يابانية تجذب آلاف الزوار

يزور أكثر من 7000 شخص الحديقة الجميلة في مدينة «شينتومي» اليابانية، خلال شهري مارس وأبريل، للاستمتاع بجمال السجاد الأرجواني المعطر، واستحضار قصة مؤثرة كانت وراء وجودها. ويعود تشييد هذه اللوحة الطبيعية إلى عام 1956، عندما اشترى زوجان في مقتبل العمر قطعة أرض في المدينة، وبنيا فيها منزلاً ومزرعة ألبان، وعملا بجد سنوات عدة، وكبر قطيع البقر ليصل إلى 60 رأساً، وكان الزوجان (كوروكي) يأملان القيام برحلة حول اليابان عندما يتقاعدان، لكن الأمور لم تسر كما كان مخططاً له.

 

فعند بلوغها سن 52 عاماً، أصيبت الزوجة بحالة مرضية نادرة، أدت إلى فقدان بصرها سريعاً، واختارت السيدة كوروكي الاعتزال والعيش بعيداً عن الناس، بسبب العمى المفاجئ. ولأنها لم تتمكن من الترحال، فكّر زوجها في طريقة لـ«جلب اليابان إليها».

 

وبينما كان السيد كوروكي يتجول خارج المنزل، وإذا به ينتبه لأزهار «فلوكس» ذات الرائحة الجميلة والقوية؛ فأدرك حينها أنها الحل المثالي لزوجته. وقال لنفسه «إذا زرعت الكثير من أزهار فلوكس حول المنزل فإن أعداداً كبيرة من السياح ستأتي من شتى أرجاء البلاد لزيارة منزلنا، وبالتالي فلن تكون زوجتي في عزلة».

أمضى كوروكي عامين لتهيئة البنية التحتية للحديقة الجديدة، وقطع كل الأشجار المحيطة بالمنزل، وأغلق مزرعة الألبان ليستخدم كل جزء من الأرض لزراعة المزيد من الأزهار، وفي غضون بضع سنوات أصبح منزلهما يسبح في بحر من الزهور الأرجوانية الزاهية. وتماماً كما توقع كوروكي، فقد جذبت الحديقة الزوار من كل حدب وصوب، و ارتادها آلاف السياح، الذين قدموا من المدن والولايات المجاورة. ويلتقي هؤلاء بصاحب الحديقة وزوجته، ويتجاذبون الحديث معهما، ويلتقطون صوراً تذكارية. ولا يخفي كوروكي سعادته بنجاحه في تحقيق حلم حياته، وإسعاد رفيقة عمره.

ولم يقتصر تأثير هذا العمل الجميل على زوجته، فقد عبّر العديد من السياح عن مشاعرهم الإيجابية تجاه ما قام به الزوج. ويقول ناغوتا كيمورو، الذي يسكن قرية «ماهتيتا» شمال مدينة «شينتومي»، إنه يأتي لزيارة الحديقة كل عام، ويفضّل أواخر شهر مارس، إذ تصبح أزهار الحديقة في قمة بهجتها.

 

 

الأكثر مشاركة