رحلة أوباما إلى كوبا خطوة نحو الحرية
عندما أجريت مقابلة مع عضو الكونغرس جيف فليك عام 2007، حيث كان في ذلك الوقت عضواً في الكونغرس ويدعو إلى رفع الحظر عن السفر إلى كوبا، وقال لي «ليس هناك ناخبون من دائرتي الانتخابية أميركيين من أصول كوبية أو مزارعين يمكن أن يتأثروا بالحظر التجاري. إنها قضية الحرية بالنسبة لي. وينبغي أن يكون من ينتخبوني قادرين على السفر إلى أي مكان يريده في العالم إلا اذا كانت هناك أسباب امنية تمنع ذلك» وأضاف أنه ليست هناك أسباب أمنية لمنع السفر إلى كوبا «ونحن نستطيع السفر إلى الصين فلماذا لا نسافر إلى كوبا؟».
وخلال الأسبوع الجاري رافق السيناتور فليك الرئيس الاميركي باراك أوباما خلال رحلته إلى كوبا، وكان معه في الطائرة كجزء من وفد حزبي ضخم من الكونغرس. وكان يرافق الوفد كبار رجال الاعمال الاميركيين الذين يتطلعون إلى فرص الاستثمار في الجزيرة الكاريبية المتخلفة.
ولكن ليس جميع الجمهوريين يوافقون فليك على آرائه. وكان أشهر المنتقدين هما اثنان من أعضاء الكونغرس من أصول كوبية، هما ماركو روبيو وتيد كروز، اللذان يريان أن تطبيع العلاقات يجب أن لا يتم طالما أن نظام كاسترو لايزال في السلطة. ولكن السياسة الاميركية التي امتدت لـ 50 عاماً، والتي تهدف إلى عزل كوبا فشلت، حيث يستخدم النظام الكوبي الحظر التجاري كذريعة لجميع مشكلاته. واذا كانت هناك طريقة للانخراط مع كوبا فإنها العملية التدريجية التي قامت بها ادارة اوباما قبل بضع سنوات، ومن المرجح أن تعطي أفضل النتائج.
وفي مقابلة مع موقع «ووكالبريتبارت نيوز» الإخباري في هافانا شبّه فليك مبادرة اوباما بالانفتاح الذي قام به الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغن على الاتحاد السوفيتي السابق، وقال: «لا أعتقد أننا بحاجة لأن نبدي أي احترام للنظام الكوبي. وأنا بالتأكيد لا أحترمه، لأنه نظام شيوعي اشتراكي فاشل. ولكن السياسات التي نقوم بها الان يمكن أن يستفيد منها الشعب الكوبي، وأعتقد أنها ستؤدي إلى انتقال أسرع نحو الديمقراطية».
وكانت زيارة أوباما إلى كوبا تاريخية، وهي الأولى من نوعها لرئيس أميركي منذ أن زارها الرئيس الاميركي السابق كالفين كوليدج قبل 80 عاماً. ولكن الأمر الأكثر أهمية في زيارة أوباما هو الكلمات التي قيلت والتي تم بثها مباشرة على الشعب الكوبي.
بيير طلاس - كاتب في «ريل كلير ورولد»