اعتادت سرقة الكثير من الأغاني العربية

إسرائيل تسرق أغنية عبدالحليم حافظ «على حسب وداد قلبي» وتحولها إلى ترنيمة دينية

صورة

أثارت سرقة إسرائيل لرائعة عبدالحليم حافظ «على حسب وداد قلبي يا بوي»، وتحويلها إلى ترنيمة يهودية تتلا في ما يسمى طيب السبت (شابات شالوم)، أثارت غضب عشاق العندليب الأسمر، وطالبوا بصيغة لمواجهتها، وتأتي السرقة الفنية بعد تجارب مماثلة، إذ سعى المطرب زئيف نحزقيل لسرقة أغنية «قارئة الفنجان»، لكن جديد هذه المرة هو تركيب كلمات عبرية على أغنية عربية.

سرقات متكررة

إسرائيل سرقت عشرات الأغنيات العربية، مثل أغنية فيروز «سألوني الناس»، التي حولتها فرقة توركيز الإسرائيلية إلى أغنية «شالي أوتي»، وأغنية فريد الأطرش «ما قال لي وقلت له»، وأغنية «انت عمري» لأم كلثوم، وأغنية «انزل يا جميل ع الساحة»، التي سرقها المطرب الإسرائيلي دورون مراني، وأغنية «زحمة يا دنيا زحمة» لأحمد عدوية، وأغاني عدة لإليسا وشيرين.

وتستغل إسرائيل عدم وجود «تطبيع» ثقافي بينها وبين الشعوب العربية، وبالتالي عدم مخاطبة العرب للجهة الإسرائيلية المسؤولة عن الملكية الفكرية والأداء العلني (أكوم)، وعدم تكليفهم المنظمة العالمية (الساسام)، المسؤولة عن الملكية الفكرية بفرنسا، لمواجهة القرصنة الإسرائيلية، ما يساعد إسرائيل على السطو على الأعمال الفنية العربية.

ونشرت إحدى وسائل الاتصال الاجتماعي على «اليوتيوب» صورة لعدد من يهود إسرائيل، وهم يغنون بالعبرية أغنية «على حسب وداد»، ما أثار ردة فعل واسعة في مصر والعالم العربي.

وأصبحت أغنية عبدالحليم حافظ تنطق بالعبرية «ال حبي سلح»، وتحولت إلى موشح يمجد إسرائيل وبناء الهيكل الثالث، حسب مزاعمهم، وتقول كلماتها «رب ارجع شعبك المختار إلى القدس مدينتك المحبوبة، حيث سيبنى الهيكل، وأرسل لها بشرى لشعبك المحبوب، أحييك أحييك أحييك».

وهاجم البرلماني والإعلامي، سعيد حساسين، إسرائيل في برنامجه، وقال «هؤلاء لم يسرقوا الآثار فقط، وإنما سرقوا الفن العربي وعبدالحليم حافظ. يا خبر أبيض! ما تسيبولنا حاجة! طب بما أنكم دولة ــ طب ما تعملوا باسمكم حاجة، تسرقوا ليه؟».

وقال المحامي، ياسر الفهدي لـ«الإمارات اليوم» انه يدعو المجتمع الحقوقي لدراسة رفع قضية على إسرائيل، بشأن سرقة وتشويه تراث عبدالحليم حافظ والفنانين العرب، بعد أن تتم دراسة الأمر وتعقيداته جيداً، وعدم خلطه بقضية التطبيع، والحصول على التفويض الملائم لذلك، لأن الأمر تعدى السطو على أغانيه إلى تشويهها وإدماجها ونسبتها إلى الغناء اليهودي الإسرائيلي، وان تتم دراسة سوابق وتكيفات قانونية دولية لحالات مشابهة».

وتابع الفهدي «ان إسرائيل تمارس نوعاً من المكايدة المتعمدة للشارع العربي، وليس أدل على ذلك ما نشره موقع القناة السابعة الإسرائيلية في سبتمبر 2013، تحت عنوان (العربية على مائدة السبت)، حيث أشار إلى أن مُغنياً إسرائيلياً ضمّن أغنية لعبدالحليم حافظ في عمل جديد متسائلاً، «ماذا بقي ولم نفعله؟ إن عبدالحليم يتقلّب الآن في قبره».

وذكر أن «(الساسام) منظمة الملكية الفكرية بفرنسا، سبق أن منعت أغنية إسبانية شهيرة غناها المطرب غسان صليبا، وان نفوذها قوي، وتستطيع منع هذه البلطجة، اذا ما اخترنا الصيغ القانونية الصحيحة».

وقال محمد شبانة، ابن شقيق عبدالحليم حافظ، لصحيفة «الفجر» المصرية، إن «الحكومة المصرية لم تستطع اتخاذ أي موقف حاسم لحماية تراث وأغاني المطربين الكبار، حتى إن الموضوع امتد إلى مطربين شباب تُسرق أعمالهم وتُغنى في إسرائيل دون علمهم، وان مسألة السطو على أغاني العندليب لابد أن تأخذ مجراها القانوني لحماية تراثنا، لأن عبدالحليم وتراثه الغنائي ليس ملكه، بل ملك للشعب المصري والوطن العربي كله، وان هناك جهات مصرية هي التي يجب أن تتخذ الإجراءات القضائية».
 

تويتر