كوريا الجنوبية تلزم السكان بالدفع للتخلص من بقايا الطعام
الانتقال للعيش في بلد آخر ليس أمراً سهلاً، خصوصاً إذا كان هذا البلد كوريا الجنوبية، حيث لا تتساهل السلطات في تطبيق القوانين. وعندما انتقلت المدرسة ميشيل سيفنسون من الولايات المتحدة إلى سيؤول في 2012، أصيبت بالصدمة لتعليمات التخلص من النفايات، فقد اضطرت لوضع مخلفات الطعام في أكياس خاصة ثم تركها في حاوية كبيرة وضعت خصيصاً في المبنى الذي تقيم فيه. وتقول ميشيل، (29 عاماً)، إنه «شيء مقرف، شعرت وزوجي بالملل لنقل ما تبقى من طعام بهذا الشكل، لأن رائحته كريهة للغاية ويتسبب في إزعاج سكان البناية عند نقله في المصعد». ويدفع الزوجان 12 دولاراً شهرياً للتخلص من مخلفات الطعام، الأمر الذي حفزهم للاستثمار في هذا المجال، وذلك من خلال تحويل ما تبقى من طعامهما إلى سماد يستخدم في الزراعة.
وتعد إدارة النفايات الغذائية قضية شائكة في كوريا الجنوبية، وتدخل ضمن الاتجاه الحكومي لإعادة التدوير الذي أطلقته في التسعينات من أجل تشجيع الأسر لرمي كميات أقل من المخلفات الغذائية وتخفيف الضغط على مقالب القمامة، ويعاد تدوير فضلات الطعام لتحويلها في الغالب إلى علف للحيوانات أو سماد.
وتقول ربة البيت، تشو سونج، التي تعيش في شقة مكونة من ثلاث غرف مع زوجها وابنها، في ضاحية مابو، إنها «بدأت باستخدام نظام المخلفات المدفوعة منذ عامين»، مشيرة إلى أنها تعتبرها فكرة جيدة.
وتوفر بلدية سيؤول أكياساً بلاستيكية بسعة 10 لترات، وتبيعه بمبلغ زهيد (70 سنتاً). واعتاد الناس في مثل هذه المناطق شراء الكثير من المواد الغذائية ورمي بقاياها دون اهتمام، لكن بعد أن أدركوا أنهم سيدفعون ثمن ما يرمون، بدأوا في السيطرة على مشترياتهم الغذائية.