«مدافع عن الصحافيين» في الأمم المتحدة

انضمت وسائل إعلام وصحافيون، ومنظمات غير حكومية، وشخصيات بارزة، في جميع أنحاء العالم، إلى دعوة «منظمة صحافيين بلا حدود» لتعيين «مدافع عن الصحافيين»، يتبوأ منصب ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة، تكون مهمته الأساسية الحفاظ على سلامة الصحافيين. ولقي المقترح ترحيباً واسعاً في وقت وصل فيه عدد ضحايا المهنة إلى نحو 67 صحافياً العام الماضي.

وطالب تحالف كبير من الإعلاميين الأمم المتحدة والبلدان الأعضاء فيها منح هذا الممثل ثقلاً سياسياً، وقدرة على التحرك، لتنسيق الجهود الأممية لحماية الصحافيين، خصوصاً في مناطق النزاعات. والهدف هو وضع آلية محددة لفرض القانون الدولي، وبالتالي التقليل من عدد الصحافيين الذين يقتلون في كل عام خلال تأديتهم لمهامهم.

ووفقاً لأرقام منظمة «مراسلون بلا حدود»، فإن 787 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، قتلوا خلال عملهم في السنوات الـ10 الماضية. وفي حين رحب عدد كبير من المنظمات والشخصيات البارزة بإنشاء منصب ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة لسلامة الصحافيين، لم ترد أي أنباء عن تأييد عربي للفكرة، في وقت تشهد فيه المنطقة تراجعاً واضحاً لحرية الصحافة. فقد شهدت سورية وحدها عشرات الانتهاكات لحقوق الصحافيين، في حين صنّف العراق ولبنان في أدنى القائمة، العام الماضي.

ومع تزايد الدعم الهائل لهذه الحملة يوماً بعد يوم، تتجدد الآمال في أن يتمكن أصحاب المهنة الصحافية من العمل بأمان أكبر. فمن دون حماية فعالة للصحافيين، لا يمكن ضمان حق الحصول على معلومات دقيقة وصحيحة، كما سيكون من الصعب مكافحة الدعاية الكاذبة والتطرف.

يذكر أن تراجح حرية الصحافة لم يعد حكراً على البلدان العربية والعالم الثالث فحسب، فالولايات المتحدة التي تقود العالم، تراجعت إلى المرتبة 41 (من بين 180 بلداً)، كما شهدت ألمانيا تراجعاً ملحوظاً، وفقاً لمنظمة «صحافيون بلا حدود». ومع أن المعايير تختلف بين الغرب والبلدان العربية، فالأخيرة لاتزال بعيدة عن تحقيق المستوى الأدنى المطلوب من حرية الصحافة.

إن وجود ممثل خاص لديه صلاحيات واسعة لن يحل مشكلة العنف ضد الصحافيين، فالأمم المتحدة فشلت في حل النزاعات المسلحة بشكل عام، ومن غير المرجح أن تدعم سلامة الصحافيين، الذين هم جزء من الشعوب التي تعاني الظلم والعنف. لكن ربما سينجح «المدافع عن الصحافيين» في عرض مشكلات أصحاب المهنة بشكل أوضح، على الرغم من أنه لن يخفف كثيراً من آلامهم ومتاعبهم، وستظل الصحافة «مهنة المتاعب».

 

الأكثر مشاركة