«ماو» وعبادة الفرد
عام 1966 شعر زعيم الحزب الشيوعي الصيني، ماو تسي تونغ، بأن قيادة الحزب الراهنة في الصين، كما هي الحال في الاتحاد السوفييتي، تتحرك بعيداً جداً في اتجاه الرجعية، مع التركيز على الخبرة بدلاً من التركيز على النقاء الأيديولوجي. وشعر (ماو) أيضاً أن موقفه صار ضعيفاً في الحكومة بعد فشل «القفزة الكبرى إلى الأمام» (1958-1960)، والأزمة الاقتصادية التي أعقبت ذلك. جمع (ماو) مجموعة من المتطرفين، بمن في ذلك زوجته جيانغ تشينغ، ووزير الدفاع لين بياو، لمساعدته على مهاجمة قيادة الحزب الحالية وفرض سلطته.
ولتشجيع عبادة الفرد التي نشأت حول (ماو) خلال المرحلة الأولى من الثورة الثقافية، رأى لين بياو أنه من الأفضل طباعة نسخ من «الكتاب الأحمر الصغير» الذي يحتوي على أحاديث (ماو) وطباعتها وتوزيعها على ملايين المواطنين في جميع أنحاء الصين.
وكان (ماو) قد بدأ ما يسمى الثورة الثقافية (المعروفة بالكامل بالثورة الثقافية البروليتارية الكبرى) في أغسطس عام 1966، في اجتماع ذي جلسة مكتملة للجنة المركزية، وقرر إغلاق المدارس في البلاد، داعياً إلى تعبئة الشباب بكثافة للاستيلاء على قيادة الحزب الحالي بسبب تبنيهم للقيم البرجوازية وانعدام الروح الثورية لديهم. وفي الأشهر التي تلت ذلك، تصاعدت الحركة بشكل أسرع، وشكل الطلاب مجموعات شبه عسكرية تسمى الحرس الأحمر، وهاجمت وضايقت السكان والمسنين والمفكرين في البلاد. وتطورت عبادة الشخص بسرعة حول (ماو)، مماثلة لتلك التي كان يتميز بها الزعيم السوفييتي، جوزيف ستالين، مع تشكيل فصائل مختلفة للحركة تدعي التفسير الصحيح للفكر الماوي.