عودة اللاجئين وذكرى النكبة تتصدران حياتهم اليومية

شباب فلسطين.. حلقة الوصل بين مفتاح الأجداد وحق الأحفاد

صورة

قبل 68 عاماً مضت هُجّر الآلاف قسراً من يافا وعكا وحيفا وصفد، وكل بقعة أرض فلسطينية، تاركين جميع ممتلكاتهم وأمتعتهم كما هي ما عدا مفتاح الدار، وذلك على أمل العودة إلى ديارهم بعد أيام معدودة، لتمر عشرات السنين وتتعاقب الأجيال دون أن يتحقق حلمهم.

ورغم مرارة التهجير فإن العودة إلى الديار المهجّرة لم تعد مستحيلة، فالصغار أصبحوا شباباً، ومفتاح الدار مازالوا يحتفظون به، في دلالة على تمسكهم بحقوقهم التي سلبت عنوة من أجدادهم.

وكما بقي المفتاح وصورة الأرض والديار محفورة في ذاكرة كل من طرد من أرضه، فإن العودة وذكرى النكبة حاضرتان بقوة في حياة الشباب الفلسطيني لا تغادر عقولهم أبداً، فقد حملوا قضية شعبهم على أكتفاهم، وطرحوها في جميع المحافل، وبكل الوسائل، وذلك للتعريف بمدنهم وقراهم المهجرة، والسير قدماً نحو تحقيق حلم العودة.

الشاب محمود حسان يستثمر عمله كناشط سياسي واجتماعي في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية ودق جرس العودة، حيث يحرص دائماً على إقامة الفعاليات والأنشطة المتعددة، التي من شأنها دعم القضية الفلسطينية إعلامياً، وتعزيز دورها في مواجهة الإعلام الإسرائيلي، ودحض الأكاذيب والافتراءات.

ويقول حسان لـ«الإمارات اليوم»، مرتدياً الكوفية الفلسطينية، إن حق العودة هو حلم يراودنا جميعاً، وتحقيقه يحتاج إلى توحد جميع فئات الشعب، لأن النكبة تذكرنا بأننا أمام عدو يستهدف الكل الفلسطيني، ولا يمكنُ مواجهتُه والتصدي له إلا من خلال الوحدة والتكاتف.

وعلى خطى حسان تسير الإعلامية حنان أبودغيم، التي اتخذت من عملها في الإذاعات المحلية منبراً لإيصال صوت كل لاجئ في كل مكان، إذ تُعد البرامج الإذاعية التي تتحدث عن الديار الفلسطينية المهجرة، وتُجري الحوارات الحية مع كبار السن الذين عاشوا تفاصيل النكبة، وورثوها إلى أبنائهم وأحفادهم.

وتقول أبودغيم، إن حلم العودة كان حلماً لأجدادنا وآبائنا، لكنه اليوم أصبح كالثمرة التي أوشك قطافها، فالجيل الحالي فرضَ معادلات صعبة على الاحتلال، عقدت كل حساباته القائمة والمقبلة.

أما الشابة شريهان اليازجي فقد سخّرت دراستها للغة الإنجليزية لخدمة قضية شعبها، وذلك من خلال مخاطبة الإعلام الأجنبي، ونقل صورة الشعب المحروم من حقه في العيش والعودة إلى دياره.

وتقول اليازجي، «أدعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل، فأنشأت صفحة على (فيس بوك) بعنوان (The Life In Gaza)، أصف فيها حياة الغزيين، وما تعرضوا له من مجازر، لإبقاء القضية الفلسطينية حية في أذهان العالم، فوسائل الإعلام أتاحت لنا الفرصة لدعم قضيتنا، والتحدث عنها في كل المحافل».

فكرة الشابة اليازجي تدعمها الفتاة دعاء الشنطي (25 عاماً)، التي تسعى دائماً الى تجميع المعلومات عن المدن والقرى الفلسطينية، لتنشرها عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، للتعريف بقضية شعبها ونصرتها.

وتقول ناشطة الإعلام الاجتماعي «أتفاعل بشكل دائم مع (هاشتاغات) محلية ودولية، تتحدث عن النكبة، وتدعم القضية الفلسطينية، مثل هاشتاغ النكبة في عيوننا، والعودة حق كالشمس، وسأبقى مستمرة في ذلك حتى نحيي ذكرى العودة بدلاً من ذكرى النكبة، ونقيم أهازيج الفرح بعودتنا لديارنا».

اقتباس:

رغم مرارة التهجير فإن العودة إلى الديار المهجرة لم تعد مستحيلة، فالصغار أصبحوا شباباً، ومفتاح الدار مازالوا يحتفظون به، في دلالة على تمسكهم بحقوقهم التي سلبت عنوة من أجدادهم.

 

تويتر