نتيجة فشل التعليم وقلة الفرص
الشباب السلوفاكي يتّجه نحو الفاشية
تخلّى مدرس المرحلة الثانوية السلوفاكي رومان بالكو، عن عمله العام الماضي، ولكن ليس بسبب ضجره من التدريس عن القضايا المدنية، التي درسها طيلة 22 عاماً، وانما استقال الرجل من عمله، لأنه لم يعد قادراً على تدريس هذه المادة كما يريد. وهو يقول إنه على الورق يتضمن التعليم في المدارس الثانوية السلوفاكية مواد عن حقوق الانسان، ولكن من الناحية العملية، فإن ذلك مختلف تماماً. ويرجع ذلك إلى سيطرة قبضة اليمينيين المتطرفين على الشباب في هذه البلاد حالياً. وقال بالكو، الذي شكل جمعية غير حكومية خلال أكتوبر الماضي، أطلق عليها اسم «مدرسون من أجل سلوفاكيا في الاتحاد الأوروبي»: «اذا كان هناك مزيد من التعليم العملي عن الديمقراطية والمبادئ الديمقراطية، سيؤدي ذلك إلى مواجهة التطرف». وتهدف الجمعية إلى الدفع نحو تدريس أفضل عن الديمقراطية والمثل الأوروبية في المدارس.
وليس من الصعب معرفة الحاجة المطلوبة، ففي انتخابات شكلية أجريت في فبراير الماضي بين 6000 طالب ثانوي، في شتى أنحاء سلوفاكيا، جاء الحزب اليميني المتطرف «الشعب من أجل سلوفاكيا» في المرتبة الثانية، حيث دخل هذا الحزب البرلمان للمرة الاولى بعد انتخابات مارس الماضي، عندما حصل على 8% من الأصوات، وجذب الحزب نحو ربع أصوات الذين ينتخبون للمرة الأولى، الأمر الذي جعله أنجح حزب لاستقطاب من هم في سن 18 إلى 22 سنة.
الشباب ساخط يبدو أن سخط شريحة الشباب في المجتمع ينتشر في شتى أنحاء أوروبا، ما يؤدي إلى تقلب الحياة السياسية. وساعد الناخبون الشبان في النمسا وهنغاريا على تشجيع اليمين المتطرف، في حين أنه في اسبانيا واليونان، تحول الناخبون إلى أقصى اليسار. وفي سلوفاكيا كانت الانتخابات التي أجريت أخيراً بمثابة دعوة لليقظة، كما أن كثيرين يدفعون باتجاه معالجة ما بات ينظر إليه باعتباره ثقباً أسود، عند الحديث عن دروس الديمقراطية، خصوصاً في المدارس. |
وقالت العالمة الاجتماعية السلوفاكية، أولغا جيرفاسوفا، معلقة «هذه المواقف تدفع المجتمع إلى البحث عن الأمر الذي نفشل في القيام به بصورة ملائمة. وهؤلاء الشبان ولدوا في تسعينات القرن الماضي، ونحن لا نستطيع أن نقول لهم إنه إرث الماضي، بل إنه نتيجة ما فعلناه ضمن المجتمع الديمقراطي، وهو الأمر الذي يمثل تحديثاً كبيراً للمدرسين».
وخلال الأيام الأخيرة أمكن مشاهدة الطلبة وهم يتنقلون حول الصالات المملة لجامعة التقنية في زفولين، وهي مدينة في منطقة بانسكا بيستريتشا. وفي هذا المكان فاجأ رئيس حزب «الشعب من أجل سلوفاكيا» اليميني المتطرف ماريان كوتلبان، البلاد عندما فاز بمنصب حاكم المدينة، عام 2013، وكذلك في هذا الربيع أيضاً عندما حقق الحزب ما يكفي من الأصوات، ليصبح قوة وطنية لا يستهان بها.
ويقول الطلبة هناك إنهم صوّتوا لحزب الشعب، المعادي بقوة لروما والاتحاد الأوروبي، ليس لأنه يشاركهم مواقفهم المتطرفة، وإنما كرسالة احتجاج للتعبير عن رفضهم للواقع. ويشعر العديد منهم بأنهم يعيشون وضعاً حرجاً نتيجة قلة الفرص، الأمر الذي سيدفعهم إلى مغادرة البلاد بحثاً عن العمل، كما أن السياسيين لا يبذلون الكثير من أجل تغيير هذا الواقع.
ويقول كلٌ من ماريك وماتيوس، وهما طالبان في برنامج الجراحة، رفضا الافصاح عن اسمي عائلتيهما، إنهما يرفضان «السرقة والفساد» اللذين تقوم بهما النخبة السياسية في سلوفاكيا، الأمر الذي شجعهما على التصويت لحزب الشعب المتطرف. وقال ماتيوس: «نحن لا نحب التطرف»، ويضيف ماريك «نحن لا نتعاطف مع الحكومة. وأعتقد أنه أمر جيد أن السياسيين الحاليين مدركون أن الشعب قد أصيب بالملل».
ولكن كثيرين يخالفون الشباب في مواقفهم، ويشعرون بالقلق من مغبة الطريق الخطر الذي يسلكونه دون وعي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news