قرّر تغيير وضعه بعد أزمة مالية مرّ بها
عامل نظافة يتخرّج في الكلية التي يعمل بها
عمل مايكل فودروي في معهد «ورسيستر بولتكنيك» بولاية ماساتشوستس الأميركية لسنوات طويلة. وكان يسهر على نظافة القاعات والممرات. كان يعمل بجد وجميع الطلبة والموظفين يثنون على تفانيه في العمل. إلا أنه قرر تغيير وضعه بعد أزمة مالية مر بها. وتمكن مايكل، 54 عاماً، من تحقيق هدفه بالحصول على شهادة جامعية في المعهد الذي يعمل به؛ وتخرّج في كلية الهندسة، قبل شهر.
لم يكن الراتب الشهري في المعهد كافياً لسد حاجيات عائلته، لكن مايكل وجد في المعهد الذي يعمل به، العديد من المزايا، منها الدراسة مجاناً؛ الأمر الذي شجعه على مواصلة تعليمه الجامعي. وكان العامل يلتزم بالمحاضرات في النهار ويبدأ التنظيف بعد انصراف زملائه ليستمر عمله إلى الليل. وفي ذلك يقول: «كنت غاضباً ومحبطاً، لكن عندما بدأ الفصل الدراسي وانطلقت المحاضرات تغير كل شيء، خصوصاً عندما حصلت على أول درجة جيدة في الامتحان»، إلا أن الأمر لم يكن سهلاً. ويتذكر الخريج الجديد، «أحياناً يفقد الإنسان الثقة بنفسه ويصبح الأمر صعباً للغاية». ونظراً لظروفه المالية الصعبة، واجه مايكل العديد من المشكلات مع البنك وصاحب المنزل الذي يستأجره، لكنه أصر على المضي قدماً ووضع النجاح نصب عينيه، «كان عليّ أن أحفز أبنائي على العمل وبذل كل ما يستطيعون، لذا كان علي أن أكون القدوة».
وعلى الرغم من المصاعب، استمر مايكل في حضور المحاضرات لثلاث سنوات، وأدرك أنه كان في طريقه لنيل الشهادة الجامعية. وأحياناً يشعر بالحرج نظراً لفارق السن الكبير بينه وبين زملائه، ولكن استغل هذا الفارق لدعم الطلاب الآخرين ويكون عاملاً مهماً في إنجازه الذي لا يصدق؛ «أدركت أن الأمر يتعلق بحياتي الخاصة ومستقبلي، ويجب أن لا أهتم كثيراً بما يقوله الآخرون عني».
ويقول الدكتور غاري أنتيناريلا، الذي أشرف على تخرّج العامل، إن طموح مايكل ومثابرته قد ألهمت العمال في معهد «ورسيستر بولتكنيك» وولاية ماساتشوستس بأكملها. وعلى مر السنين، استفاد عمال آخرون من دروس مجانية تقدمها الكلية، إلا أن أحداً لم يحقق نجاحاً مثل مايكل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news