سياسيون بريطانيون يعبّرون عن قلقهم على سلامتهم الشخصية وسلامة صحة الديمقراطية

الديمقراطية البريطانية على المحك بعد مقتل كوكس

تأبين للنائبة جو كوكس في ميدان البرلمان بلندن. رويترز

ارتفعت حدة الجدل السياسي في بريطانيا بعد مقتل عضو مجلس العموم عن حزب العمال المعارض، جو كوكس، والمؤيدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي والداعمة للمهاجرين، الخميس الماضي، وطالب الزعماء السياسيون بتخفيف لهجة النقاش السياسي. وكانت كوكس، 41 عاماً، قد تعرضت لهجوم بسلاح ناري وسلاح أبيض، أثناء توجهها لعقد اجتماع مقرر في دائرتها الانتخابية الخميس الماضي.

وكلما قرب موعد الاستفتاء كلما توتر الوضع أكثر بين الفريق المنادي بالبقاء والفريق الداعي للانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وفي رد على جدال بشأن الاستفتاء يقول عضو محافظ في البرلمان، طلب عدم ذكر اسمه: «لا أريد أن أطعن رئيس الوزراء من الخلف وإنما من الامام لكي أرى ما يعبر عنه وجهه»، ويمضي قائلاً: «يجب أن انتزع السكين لأنني أريد أن أطعن بها وزير المالية، جورج أوزبورن».

وارتفعت حدة التوتر لأسباب لا تختلف كثيراً عن مناظرات الرئاسة الأميركية المثيرة للجدل في ما يتعلق باتخاذ قرارات صعبة بشأن الهجرة، والركود الاقتصادي، ووسائل الإعلام الاجتماعية. وتقول عضو البرلمان البريطاني وصديقة كوكس، ليز كيندال: «لقد تعودنا على عدم احترام آراء الناس التي يؤمنون بها، وهو ما أوصلنا الى هذه النتيجة المأساوية»، وتعني مقتل صديقتها كوكس. ففي أعقاب حادثة الطعن التي تعرضت لها كوكس، أعرب سياسيون آخرون عن قلقهم على حد سواء بشأن سلامتهم الشخصية وسلامة صحة الديمقراطية البريطانية. ويعلّق النائب المحافظ، ساج كريم «لم يكن من ثقافتنا السياسية هنا في المملكة المتحدة استخدام مثل هذه الأساليب المتطرفة جداً»، ويضيف «لقد قابلت أشخاصاً يكررون ببساطة ما يسمعونه في التلفزيون والإذاعة».

ويقول كريم إنه أبلغ الشرطة عن تهديدات تلقاها هو شخصياً، قائلاً إنها تكشف عن لهجة مثيرة للقلق. ويضيف «الوضع يدعو الآن لتعليق الحملات المتعلقة بالاستفتاء، وأعتقد أن من حق أعضاء الفريقين أن يشعروا بالخوف نتيجة لما حدث، ولكن هذه الثقافة غريبة تماماً عن الديمقراطية البريطانية». وعلّق الداعون إلى بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي والمعارضون له الحملات الدعائية لليوم الثالث على التوالي تكريماً لكوكس.

تويتر