يابانيون يختارون البساطة المفرطة في العيش
يتجه عدد متزايد من الناس إلى نمط الحياة البسيط في البلدان الغربية، إلا أن الأمر في اليابان أخذ منحى أكثر تشدداً. المساحة تظل المشكلة الرئيسة في المدن اليابانية المزدحمة، لذلك فإنه من المنطقي أن الناس يحاولون التخلص من الأشياء غير الضرورية من منازلهم، لكن البعض أخذ بساطة الحياة إلى بعد أكثر تشدداً، إذ يعيشون في منازل تكاد تكون خالية، ولا يحتفظون سوى بأهم الضروريات. وبالنسبة لهم الأمر لا يقتصر على توفير مساحة في البيت، لكن المسألة تتعلق بأهمية تقييم أغراض المنزل والأشياء التي يحتاجون إليها بالفعل.
يعيش فوميو ساساكي في بيت يتألف من غرفة واحدة، ولا يملك سوى ثلاثة قمصان وأربعة سراويل، وبضعة جوارب، وقليل من الأغراض الأساسية. ويروي (ساساكي ـ 36 عاماً) حكايته بالقول «فكرت في الأشياء التي يتعين علي الاحتفاظ بها»، استغرق بيع الأشياء «غير الضرورية» عاماً كاملاً، وفقاً للشاب الياباني، في حين أهدى بعضها لأصدقائه وزملائه في العمل، «وقت أقل في التسوق أو التنظيف يعني المزيد من الوقت برفقة الأصدقاء والترحال خلال العطلات، لقد أصبحت أكثر نشاطاً».
وبصرف النظر عن الطاولة وجهاز التلفزيون والكمبيوتر المحمول، فإن منزل (ساساكي) يبدو خالياً تماماً، ويحلو لأصدقائه مقارنته بغرفة الاستجواب، لكن بالنسبة له هو أفضل من أي وقت مضى.
أما كاتسويا تويودا، الذي يعمل محرراً إلكترونياً، فيعيش في شقة لا تزيد مساحتها على 22 متراً مربعاً، ولا يوجد بها سوى طاولة وأريكة صغيرة. وكان هدف (تويودا) من تغيير نمط الحياة بشكل جذري، تكريس المزيد من الوقت لأشياء يفضلها، «اخترت نمط الحياة البسيطة (جداً) حتى أفسح المجال للأشياء التي أحبها فعلاً، لتأخذ حيزاً مناسباً من وقتي».
قام (كوتاكو) وهو أكبر منتدى ياباني على الإنترنت، باستطلاع للرأي، العام الماضي، ووجد أن الكثير من الناس ينظرون إلى البساطة المفرطة على أنها أشبه بزنزانة في سجن، معربين عن قلقهم من نشأة الصغار في مثل هذه البيئة المقتصدة، وتجدر الإشارة إلى أن «المقتصدين» في اليابان يستغنون على أغلب الأشياء، بما في ذلك وسائل الراحة المنزلية التي لا يمكن العيش من دونها، باستثناء أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية.