رجال يساعدون أحد المصابين بالهجوم على المطعم في دكا. أرشيفية

الإرهاب الجديد يضرب قلب بنغلاديش

بعد أن كان مقهى ومطعم «هولي ارتسان باكيري» مكاناً حالماً ورومانسياً، ويطل على بحيرة هادئة في عاصمة بنغلاديش دكا، تحول في الأول من يوليو الجاري إلى مكان للإرهاب، لكن بعد أن سيطر مسلحون بنغلادشيون على المطعم. وبدا مشهد المكان وكأنه مأخوذ من صور أفلام فيتنامية، حيث الخضرة الاستوائية المتناثرة، والسيارات المصفحة إلى جانب 28 جثة، العديد منهم من الأجانب.

واقتحمت العصابة المؤلفة من سبعة مهاجمين مسلحين ببنادق رشاشة وقنابل يدوية المكان، ودمرت الباب المهلهل، واشتبكت للحظات مع حرس المطعم، وحاصرت المكان لمدة 12 ساعة، وقتلت معظم من كان في الداخل، وكان من بينهم مستشارون يابانيون لشركات عاملة في بنغلاديش، إضافة إلى رجال أعمال إيطاليين. وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الحادث.

وكان أكثر الهجمات إثارة للصدمة من بين سلسلة من أعمال العنف التي ينفذها التنظيم. وكانت السلطات البنغلاديشية اعتقلت نحو 14 ألف شخص خلال أسبوع في الشهر الماضي، بيد أن تلك الاعتقالات لم تمنع الحادث المأساوي الأخير.

ومن غير الواضح حتى الآن أي التنظيمات المحلية هي التي نفذت هذا الهجوم، وإن كانت الأعين تتجه إلى منظمة تدعى «جماعة المجاهدين في بنغلاديش»، التي تشكلت من محاربين قدماء في أفغانستان ضد الاتحاد السوفييتي السابق منذ ثمانينات القرن الماضي، واشتهرت هذه الجماعة بأنها ميليشيات من قطاع الطرق في شمال غرب بنغلاديش، التي أرعبت اليساريين، وهددت النساء من أجل ارتداء النقاب، ويبدو أنها تحالفت أخيراً مع «داعش».

وترفض حكومة بنغلاديش علناً القبول بأن «داعش» رسخ نفسه في الدولة، وحسب مصادر دبلوماسية، فإن الحكومة اعترفت سراً بأن «داعش» له وجود في بنغلاديش. وخلال الأيام التي سبقت الهجوم تم تشديد الإجراءات الأمنية حول أجزاء من دكا.

الأكثر مشاركة