الحلف الأطلسي لم يعد حيوياً لحماية أوروبا
كان التصويت لمصلحة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي صدمة فظة للنظام العالمي. والآن، وبعد أن واجه الاتحاد الأوروبي الواقع، يبدو أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) هو التالي. وعندما عقد قادة الاتحاد قمة في وارسو، يوم الجمعة الماضي، أصروا على أن حلفهم لايزال حيوياً، لأن العدوان الروسي يهدد أوروبا، لكن في الواقع فإن العكس هو الصحيح، إذ إن حلف «الناتو» أصبح أداة بيد أميركا لتصعيد الصراع مع روسيا، وبناءً عليه يجب التخفيف من وجود هذا الحلف وليس التشديد عليه. وتم تأسيس حلف شمال الأطلسي عام 1949 كطريقة تسمح للجنود الأميركيين بحماية أوروبا التي دمرتها الحرب من الاتحاد السوفييتي أيام رئيسه جوزيف ستالين، لكن اليوم أوروبا قادرة على حماية نفسها وتأمين الأمن لها، لكن هيكلية حلف الناتو لاتزال على حالها. ولاتزال الولايات المتحدة تدفع ثلاثة أرباع ميزانيته تقريباً، الأمر الذي لم يعد منطقياً في هذه الأيام. ويتعين على الولايات المتحدة أن تظل قريبة جداً من الدول الأوروبية من الناحية السياسية، لكن عليها أن تتوقف عن تلقينهم ما يجب عليهم فعله لحماية أنفسهم، وتتركهم يديرون شؤونهم بأنفسهم، وعندها ربما يكونوا قادرين على حل هذه المواجهة مع روسيا، في حين أن حلف الناتو يقودهم بقوة إليها.
وفي الواقع، فإن روسيا لا تهدد أياً من مصالح أميركا الحيوية، بل على العكس، فإنها تشاطر العالم الغربي حربه على الإرهاب.