إغلاق الحدود بوجه اللاجئين سيؤدي إلى كارثة إنسانية. أرشيفية

زيادة أعداد اللاجئين العالقين في اليونان

تقطعت السبل بآلاف المهاجرين في اليونان، وتخشى حكومة أثينا من أن القيود الأوروبية الجديدة ستؤدي إلى زيادة أعداد المهاجرين واللاجئين على أراضيها. وتقول مصادر في منظمة الأمم المتحدة إن أكثر من 90 ألف شخص قدموا إلى الجزر اليونانية في بحر ايجه، منذ بداية العام الجاري، فيما تؤكد وزارة الهجرة في اليونان إنها تريد أيجاد حل لهذه المشكلة قريباً مع مقدونيا المجاورة، لكن هناك مخاوف من زيادة عدد المهاجرين العالقين.

ويعيش اللاجئون في مخازن خالية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأمراض بينهم، وفي كثير من الأحيان ينتهي الأمر ببعضهم إلى الانحراف. وبسبب هذه الظروف المزرية، تظاهر مئات اللاجئين في مخيمات جزيرة إبسوس للمطالبة بتحسين ظروفهم.

ويعيش نحو 50 ألف مهاجر في مخيمات يديرها الجيش وتحرسها الشرطة. وتتكون في هذه المخيمات عصابات، خصوصاً في الليل، إذ تغادر الشرطة والجيش هذه التجمعات مع حلول الظلام، لتعود إليها في الصباح، ما يجعلها أقل أماناً للفئات الأضعف من اللاجئين، مثل الأطفال والنساء. وبالرغم من جهود الحكومة اليونانية لتحسين الوضع داخل المخيمات، إلا أن المراقبين يرون أن الأوضاع يمكن أن تتحول إلى مأساة إذا استمرت على ما هي عليه.

ويؤكد لاجئون في مخيم إيدوميني بجزيرة كوس اليونانية، وجود عصابات تعمل في تهريب المخدرات والسرقة، وغيرها من الجرائم المخالفة للقوانين المحلية، الأمر الذي دفع العديد من العائلات لمغادرة المخيم بحثاً عن مكان أكثر أمناً.

في السياق ذاته، وجهت الحكومة اليونانية انتقادات لخطط ألمانيا بشأن إعادة اللاجئين إلى اليونان طبقاً لمعاهدة دبلن الخاصة بعودة اللاجئين إلى البلد الأول الذي دخلوا عبره إلى دول أوروبية أخرى. ويسعى وزير داخلية ألمانيا توماس دي ميزيار، لتفعيل بنود المعاهدة بشأن ترحيل اللاجئين، وقال في تصريحات أخيرة إنه يريد إعادة ترحيل لاجئين إلى اليونان باعتباره البلد الأوروبي الأول الذي وصلوا إليه.

وخلال 2015، رحل آلاف اللاجئين عبر طريق البلقان نحو بلدان أوروبا الشمالية. ويشهد هذا الطريق تراجعاً ملحوظاً في تدفق اللاجئين. واضطر الآلاف من المهاجرين للبقاء في اليونان وبلغاريا وصربيا والمجر. ومنذ إغلاق طريق البلقان الذي كان غالبية اللاجئين يسلكونه للوصول إلى أوروبا، بقي الكثيرون منهم عالقين في مناطق حدودية بأوروبا الشرقية. ولكل نازح قصته الخاصة مع النزوح وخططه للمستقبل، إلا أن الأوضاع الراهنة لا تبشر بخير، خصوصاً مع ازدياد الحركة المناهضة للمهاجرين في عدد من البلدان الأوربية.

 

الأكثر مشاركة