تاريخ من المناوشات الشخصية بين المرشحة الرئاسية والقيادة الروسية
انعدام الثقة متبادل بين هيلاري كلينتون و«الكرملين»
خلال المناظرة الأولى المتعلقة بالانتخابات الأميركية، أعربت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلنتون عن عدم ثقتها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقالت إن الرئيس الروسي «يلعب لعبة صعبة وطويلة الأمد»، وفي المقابل، فإن «الكرملين» يبادل كلينتون انعدام الثقة.
وعلى الرغم من أن بوتين وصف المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأنه «شخص موهوب ومستنير»، لكنه طالما وصف السيدة كلينتون بكلمات سيئة. ويقول المقربون من الحكومة الروسية والدبلوماسيون السابقون، إن «الكرملين» يقول إن السيدة كلينتون تسعى لتطبيق أجندة علنية حول «الدمقرطة» أو نشر الديمقراطية، وهو الأمر الذي يرى فيه «الكرملين» خطراً وجودياً.
ويقول رئيس مجلس سياسة الدفاع والخارجية، فيودور لوكيانوف، الذي يقدم الاستشارة لـ«الكرملين» معلقاً: «تعتبر السيدة كلينتون تجسيداً لمدرسة فكرية واضحة جداً من التدخل الليبرالي».
ويعكس هذا القلق وجهة نظر واسعة في «الكرملين». ولطالما كانت الحكومة الروسية تنتقد تشجيع واشنطن للثورات الديمقراطية، سواء كانت في الشرق الأوسط او أوكرانيا المجاورة. واتهم المسؤولون الروس واشنطن بأنها تنتهج سياسة «تغيير الأنظمة» التي يرون بأنها موجهة مباشرة نحو موسكو، حيث تقوم الولايات المتحدة بتمويل المجموعات الداعمة للديمقراطية سراً أو جهراً.
ومما يؤيد العداء ضد السيدة كلينتون هو تاريخ من المناوشات الشخصية الحادة بين كلينتون، وزيرة الخارجية سابقاً، وكبار المسؤولين الروس، حسبما قاله مقربون من «الكرملين». وقال لوكيانوف: «لم تكن تحب التعامل مع بوتين ولا مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وأعتقد أن الشعور متبادل بين الطرفين».
وبمقارنة ما سبق مع علاقة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فإن الامر مختلف، اذ لطالما أثنى على بوتين كونه «قائداً قوياً»، الأمر الذي أثار ذعر الكثيرين في العالم الغربي، بمن فيهم الجمهوريون أنفسهم، وتعين على المرشح الجمهوري توضيح الملاحظات التي أدلى بها في أغسطس الماضي، والتي توحي بأن روسيا ليس لها وجود في أوكرانيا، حتى بعد غزو أوكرانيا من قبل قوات روسيا، وضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
وبعد أن اتهم خبراء روسيا بالقرصنة على ملفات كمبيوتر اللجنة الوطنية الديمقراطية، قال ترامب إنه يأمل بأن تعثر موسكو على مزيد من بريد السيدة كلينتون الإلكتروني عندما كانت وزير للخارجية. ويشعر المسؤولون الاميركيون الآن بثقة متزايدة بأن الحكومة الروسية تستخدم القرصنة لسرقة سجلات من الولايات المتحدة، بما فيها وثائق الحزب الديمقراطي، وذلك حسبما ذكره أشخاص مطّلعون على الموضوع.
وعندما كانت كلينتون في وزارة الخارجية، كانت إحدى مهماتها عام 2009 تصحيح العلاقات مع روسيا، التي كان يقودها في حينه الرئيس ديمتري ميدفيدف. ولكن تلك الجهود تحولت إلى بداية سيئة، وبعد بذل الجهود توصلت كلينتون الى نتيجة كتبتها في مذكرة، قالت فيها إن العلاقات مع موسكو سيئة.
ووصلت العلاقات إلى هذا النحو بعد أن قامت السيدة كلينتون بتوجيه إدانة علنية للانتخابات البرلمانية الروسية عام 2011، والتي تميزت بمزاعم تزوير واسعة النطاق. وتوجه عشرات الآلاف من سكان موسكو إلى الشوارع احتجاجاً على ذلك الأمر الذي اعتبر أكبر تحدٍّ لحكم بوتين. وكتبت كلينتون عام 2014 مذكراتها، وذكرت فيها ان بوتين «انتقدها بشدة» لأنه يعتقد بأنها من حرض على الاحتجاجات. وقال السفير الاميركي السابق إلى روسيا، مايكل ماكفل، الذي وصل إلى موسكو قبل اشهر عدة من استئناف بوتين لمنصب الرئاسة عام 2012: «أتذكر أنني كنت اعتقد أن مهمتي ستكون صعبة جداً خلال التحضير للذهاب إلى موسكو سفيراً».
وخلال فترة عمل كلينتون في وزارة الخارجية ظهرت كلمة «غوزديب» التي تعني بالروسية وزارة الخارجية الاميركية كعبارة سلبية قريبة من الشتيمة السياسية. ولكن المراقبين يشيرون إلى أنه ثمة سبب اخر جعل الروس يعادون المرشحة الديمقراطية، ويتمثل في أنه داخل عالم السياسة الذي يسيطر عليه الرجال، فإن وجود امرأة رئيسة للولايات المتحدة يمكن أن ينظر إليه بشيء من الخطر والتهديد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news