إثيوبية تصل القاهرة بعد قطع 1400 كيلومتر على قدميها
كشفت لاجئة إثيوبية، تنتمي إلى قومية الأورومو، أنها قدمت من إثيوبيا إلى مصر بطريقة غير شرعية، سيراً على الأقدام مسافة تتعدى 1400 كيلومتر، مروراً بغرب السودان، طلباً للجوء، وهرباً من مشكلات سياسية. وقالت اللاجئة التي تدعى ايليلي جمال، وتقيم بحي المعادي جنوب القاهرة، لصحيفة «كايرو سين»، إنها كانت تدير مع زوجها مقهى يوزع الشاي والقهوة على المتاجر الصغيرة المحيطة، وذات يوم استضافا في المقهى رجلاً قدم بسيارته لشراء بضاعة، ما تسبب لهما لاحقاً في سلسلة من المشكلات والمتاعب، حيث لم تقتنع السلطات بإجابتهما، واعتبرتهما يوفران مأوى للمعارضين المسلحين في المقهى، فالقت القبض عليهما، وأطلقتها بعد فترة، مبقية زوجها رهن الاعتقال.
المرأة الأورومية تلعب دوراً مهماً في حياة أسرتها ومجتمعها، ويأتي اتخاذ أوروميات قراراً بالسفر والخروج لرعاية وحماية أسرهن في هذا السياق. |
وروت جمال أنها قررت الهروب في أبريل 2004، وحملت ابنتها الرضيعة على كتف، والأخرى ذات الثلاث سنوات ونصف السنة على الكتف الأخرى، ودفعت 3000 دولار للمهربين ليدخلوا بها إلى السودان كي تعمل هناك، لكن بعد أربعة أشهر عاودها الخوف، فقررت الهروب إلى مصر، ودفعت مبلغاً آخر للمهربين، لتبدأ رحلة طويلة ومؤلمة سيراً على الأقدام، حيث كانت في بعض الأحيان تسير 12 ساعة متواصلة، كما أنها كانت تمضي ثلاثة أيام أحياناً بلا طعام، ولا تقتات إلا على بعض علب البسكوت، مضيفة أن «السير كان يتم أحياناً في الليل، تحت جنح الظلام، وفي ظروف كان الموت فيها شبه محقق».
وأشارت جمال إلى أن ما كان يعنيها في الرحلة هو ابنتيها، وكانت تحاول أن تدخر كل طعام تحصل عليه لتقدمه إليهم. وشكت جمال أنها بمجرد وصولها تقدمت إلى «مفوضية اللاجئين»، طالبة منحها حق اللجوء في أي مكان، لكن لم يتم الالتفات إليها إلا بعد ثلاث سنوات، حيث حُدد لها ميعاد للمقابلة بعد عام ونصف العام، ما اضطرها حالياً للعمل في محل تنظيف لإطعام أطفالها.
من جهتها، قالت الناشطة الاجتماعية الإثيوبية، شاكيرا آدم، لـ«الإمارات اليوم» إن «عدد اللاجئين الإثيوبيين من أوروميا في مصر يبلغ نحو 7000 لاجئ، ويحتاج إلى كثير من المراجعة من قبل الأمم المتحدة، لأنهم يعانون ظروفاً صعبة، ربما كانت الأسوأ في مناطق كثيرة من العالم»، وتابعت شاكيرا أن «المرأة الأورومية تلعب دوراً مهماً في حياة أسرتها ومجتمعها، ويأتي اتخاذ أوروميات قراراً بالسفر والخروج لرعاية وحماية أسرهن في هذا السياق».
وتابعت شاكيرا آدم أن المجتمع الأورومي له عاداته الخاصة التي تتعلق بالزواج، من بينها ما يعكس قوة المرأة الأورومية، مثل حقها في أن تختار شخصاً تحبه وتعلّق على بابه ما يفيد ذلك، بما يعني أنها تخطبه، كذلك فإن المرأة بعد الزواج تمثل العمود الذي يقوم عليه المنزل، وتبدأ مهامها بالأعمال المنزلية، وتنتهي بالإعالة، مؤكدة أن الرحلة الشاقة التي قامت بها المرأة المذكورة، والتي لا يقوم بها إلا الرجال الأشداء، تعكس صلابة هذه المرأة الاستثنائية.