عنصر من «الحشد الشعبي» يعد قذائف لضرب «داعش» جنوب الموصل. أ.ف.ب

الموصل في مرحلة ما بعد «داعش»

لكل من القوى المشاركة في عملية استعادة الموصل أجندتها الخاصة في مناهضة تنظيم «داعش» والجهة التي تدعمها، فالحكومة العراقية تتلقى الدعم من المتشددين الشيعة المدعومين من قبل إيران. ويجد المسلحون السنة الدعم والتدريب من تركيا، والإيزديون، والآشوريون، والقوات شبه العسكرية التي تضم قوات البشمركة الكردية، مدعومون ومدربون من قبل قوات التحالف على مدى العامين الماضيين، وكل هذا يقودنا إلى التفكير في ما ينتظر الموصل في مرحلة ما بعد «داعش». ويخشى كثيرون إجراءات انتقامية تطال مختلف الأعراق السكانية، وكذلك القوات المشاركة. وكان بعض السنة انضموا قبل عامين إلى «داعش» في هجومه للاستيلاء على المدينة. ويخشى السنة المسلحين الشيعة، الذين اتهموا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في المناطق السنية المحررة في وقت سابق من هذا العام، مثل الفلوجة والرمادي. وهناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات بعد تحرير الموصل: هل سيكون الخليط السكاني غير المتجانس في الموصل قادراً على التوحد، والعيش جنباً إلى جنب كما كانت عليه الحال من قبل؟ وهل تتراجع الميليشيات الشيعية من المنطقة بعد تحرير الموصل؟ وهل يتعايش العرب السنة مع الحكومة المركزية، التي يهيمن عليها الشيعة؟ وهل ينسحب الأكراد من الأراضي التي تحررت بكثير من التضحية بأرواح البشمركة؟ وهل يصر الأكراد أم لا على التزام الحكومة المركزية بالمادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها؟ وهل تطالب أقليات الموصل بحكم ذاتي أم تسمح للحكومة المركزية في بغداد أو حكومة كردستان العراق بأن تسيطر على مناطقها؟ وهل ستضع تركيا عقبات أمام مستقبل الموصل بسبب منعها من المشاركة في عملية استعادتها؟ يبدو من الأفضل أن نترك الإجابة عن هذه الأسئلة للمستقبل، المستقبل غير البعيد.

الأكثر مشاركة