مراكز الاستقبال غير مستعدة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من اللاجئين. أرشيفية

أزمة اللاجئين في فرنسا تتفاقم بعد تفكيك مخيم كاليه

تفاقمت أزمة اللاجئين في فرنسا، خلال الأسبوع الماضي، بعد تفكيك مخيم كاليه في شمال البلاد، الأمر الذي أدى إلى انتشار مخيمات لجوء فوضوية في باريس. واضطر آلاف اللاجئين للبقاء في الشوارع بشمال العاصمة الفرنسية، وتزايد عدد المهاجرين الملتحقين بالخيم المترامية في كل مكان بحي ستالينغراد في باريس، بسبب زحف المئات من لاجئي مخيم كاليه العشوائي الملقب بمخيم «الغابة»، والذي تمت إزالته هذا الأسبوع. وكان هذا المخيم الأكبر في فرنسا، حيث كان يؤوي حتى الأسبوع الماضي نحو 6000 مهاجر، جاؤوا من إريتريا والسودان وأفغانستان وتشاد وسورية. واستعدت السلطات الفرنسية في يونيو من العام الماضي، لإخلاء هذه الخيم العشوائية، ونقل المهاجرين إلى مراكز إيواء.

إلا أن تفكيك «الغابة» لم يسهم في حل أزمة اللاجئين العالقين، خصوصاً الأطفال، إذ باتت مراكز استقبال المهاجرين في باريس أكثر انتشاراً واكتظاظاً. وتوجه هيئات حقوقية وأحزاب، في المعارضة، انتقادات حادة لسياسة الحكومة الفرنسية في التعاطي مع ملف الهجرة، مشيرين إلى أن الحكومة تريد إقناع الرأي العام بأن هذا التضخم السريع في الأيام الماضية لمخيمات المهاجرين، ليس نتيجة لتفكيك المخيم العشوائي في كاليه المثير للجدل على بعد مئات الكيلومترات شمال العاصمة.

وبعد شهر من إخلاء مئات المهاجرين، الذين استقروا بالقرب من محطات المترو، عاد الوضع إلى ما كان عليه مع انتشار الخيم المكتظة باللاجئين. وقال أحد المتطوعين لمساعدة المهاجرين إن عدد الوجبات الغذائية، التي تقدمها هيئات الإغاثة ازداد بشكل ملحوظ، فقبل تفكيك مخيم كاليه كان المتطوعون يقدمون نحو 800 وجبة، وبعد العملية باتوا يقدمون أكثر من 1000 وجبة.

ومع اقتراب فصل الشتاء، سيزداد الوضع سوءاً بالنسبة للمهاجرين المقيمين في العراء، في وقت يستبعد فيه مراقبون أن تكفي مراكز الإيواء التي سيتم فتحها قريباً في المنطقة الباريسية لاستقبالهم، بما أنها مخصصة لبضع مئات فقط.

وفرضت الحكومة الفرنسية على لاجئي مخيم كاليه الانتقال للسكن في الأرياف الفرنسية، الأمر الذي أدى إلى انقسام في الشارع الفرنسي؛ بين مؤيد للقرار وضرورة مواصلة مد يد العون إلى هؤلاء الأشخاص، الذين وجدوا أنفسهم في المنفى القسري، في حين يرى آخرون أن الأمر مجرد استنساخ لمشكلة مخيم كاليه، وتحميل القرى والبلديات الداخلية عبئاً قد لا تطيقه.

الأكثر مشاركة