الحملة الانتخابية معركة وحشية شوّهت صورة أميركا
يشكك العديد من الناخبين في قدرة أي من المرشحين الرئاسيين دونالد ترامب، عن الحزب الجمهوري، ومنافسته هيلاري كلينتون، عن الحزب الديمقراطي، في توحيد البلاد مجدداً، خصوصاً بعد حملة رئاسية بشعة تاريخياً، وفقاً لاستطلاع الرأي. وأشارت إلى أن ثمانية من كل 10 من الناخبين، يعتقدون بأن الحملة الانتخابية قد تسببت في تنفيرهم منها بدلاً من جذبهم إليها، لافتاً إلى أن أغلبية الناخبين ينظرون إلى كل من ترامب وهيلاري على أنهما غير شريفين ولا يفضلونهما.
وأوضحت أنه إذا فازت كلينتون، فستواجه تحديات في حكمها لدى دخولها البيت الأبيض، لا تقتصر على التحديات العميقة مع الحزب الحاكم لواشنطن، بل تمتد إلى عدد كبير من مؤيدي ترامب، الذين يقولون إنهم ليسوا على استعداد لقبول نتيجة الانتخابات. وأوضحت أنه بعد أسابيع من ادعاءات ترامب بـ«التلاعب» في الانتخابات، يظهر 60% من مؤيديه قبولهم النتيجة بأنها مشروعة في حال خسارته، بينما يبدي 25% منهم عدم قبولهم النتيجة في حال فوز كلينتون، ويشير 40% منهم إلى أن لديهم ثقة قليلة أو معدومة بأن أصوات الأميركيين ستحتسب بشكل صحيح.
وتقول الأغلبية من الناخبين إن ترامب غير مؤهل ليكون رئيساً، وإنه يفتقر إلى الهدوء والسكون والخبرة لشغل منصب الرئيس. وأجري الاستطلاع للرأي عن طريق الهاتف، مع 1333 ناخباً مسجلاً من يوم 28 أكتوبر إلى الأول من نوفمبر الجاري.
ويرى مراقبون أن الحملة الانتخابية الأخيرة كانت معركة وحشية شوهت صورة أميركا في نظر مواطنيها والعالم، أياً يكن الفائز في تلك الانتخابات. ويظهر السباق الرئاسي الحالي بأنه الأكثر غرابة في التاريخ الأميركي، إذ أصبح السباق بين المرشحين الرئاسيين أكثر منافسة في الكثير من الولايات الحاسمة.
أياً يكن الرئيس الأميركي هذه المرة، فإن ما سنشهده هو تغير حاد في السياسة الخارجية الأميركية، وفق ما تشير إليه توقعات الخبراء والمحللين السياسيين. ففي حال فوز كلينتون، وهي ليست بجديدة على البيت الأبيض، فإن ذلك يعني التوجه نحو النزعة العسكرية والاهتمام بالتدخل في شؤون الدول الأخرى عسكرياً، ما يعني حتماً صداماً مع عدد من الدول، منها إيران والصين وروسيا. وفي حال فوز ترامب فإن الاهتمام سيكون داخلياً منصباً على الاقتصاد، مع إعطاء فرصة للحوار السياسي مع الدول، خصوصاً الصين وروسيا في قضايا تهم الأمن الدولي.