آلاف الأطباء في مومباي يلزمون بيوتهم احتجاجاً على العنف
قام آلاف الأطباء المبتدئين في مومباي بإضراب عن العمل احتجاجاً ضد العنف في المشافي، بعد تعرّض ثلاثة أطباء للاعتداء خلال الأسبوع الماضي. وأخذ نحو 2000 طبيب في 17 مستشفى حكومي إجازات بلا راتب، معللين ذلك بأنه التوتر والخوف من الاعتداءات.
«أنقذوا المنقذين» في ملعب آزاد ميدان الرياضي في مومباي، تجمع المئات من الأطباء من شتى أنحاء المدينة، ورفعوا لافتات كتب عليها «أنقذوا المنقذين»، وردّدوا شعارات تقول «نريد الأمان». وقال الطبيب أجايا كومار، الذي يعمل للسنة الثانية في المهنة، إن الأطباء في مشافي مومباي الحكومية يعملون بمعدل 14 الى 18 ساعة يومياً، كما أنهم يعملون مرة في الأسبوع لمدة 36 ساعة متواصلة، وأضاف «بعد كل هذا العمل، هذا جزاؤنا؟ نحن لسنا في وضع آمن في أماكن عملنا. ولا أدري ما المقابل الذي نحصل عليه». |
وحدثت هذه الاحتجاجات بعد تعرض الطبيب، روهيث كوما، للضرب على أيدي أقارب مريض مساء الأحد الماضي. وحسب أحد الشهود فإن نحو 15 شخصاً هاجموا كومار بعد وفاة امرأة كان مسؤولاً عن معالجتها، كانت تعاني فشلاً كلوياً مزمناً.
وانتشر خبر الاعتداء على كومار، وهو الثاني من نوعه خلال أسبوع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما أدى إلى إصابة الوسط الطبي في الهند بالصدمة. واندلعت الفوضى يوم الإثنين الماضي في المشافي، عندما غاب مئات الأطباء عن عملهم، الأمر الذي أجبر كبار الأطباء على التعامل مع طوابير المرضى الغاضبين.
وأكد كومار أن المحتجين ليس لهم قادة، وقال: «نحن لسنا نقابة ولسنا في حالة إضراب، بل إننا افراد، وكل واحد منا هنا من اجل الجميع، نحن بحاجة الى الأمان».
وقال الطبيب انيكات وادال، الذي شهد الاعتداء على الطبيب كومار، يوم الأحد الماضي، إن الطبيب في حالة سيئة جداً تمنعه من الرجوع إلى العمل «فهو لا يستطيع مغادرة غرفته مطلقاً. كما أنه لا يتحدث مع أحد، إنه في حالة بائسة، كما أنه قدم شكوى للشرطة ضد من اعتدوا عليه».
ووصف وادال كيف اقتحم مجموعة من الأشخاص المستشفى، وانهالوا بالشتائم على كومار، مضيفاً «بدأوا بالشتائم، وهو أمر مألوف هنا. ونحن نتعرض للسباب والشتائم بصورة يومية. وبعد ذلك بدأوا بضربه، وقام أحدهم بضربه بقوة وأسقطه على الأرض. وكان هناك اثنان من رجال الأمن عجزا عن فعل أي شيء بسبب كثرة عدد المهاجمين».
وفي مستشفى لوكمانيا تيلاك، حيث تم الاعتداء على كومار، قالت المريضة بالسرطان، نيرمالا انغل: «قال لي الأطباء إنهم لا يستطيعون رؤيتي اليوم، ويجب أن أعود اليهم الأسبوع المقبل»، وقال رجل، طلب عدم ذكر اسمه، وهو يغادر المستشفى حاملاً ابنه الميت: «لا أريد أن أقول أي شيء سلبي عن الأطباء، فهم يبذلون ما بوسعهم في ظل الظروف الحالية».
لكن آخرين كانوا أقل تسامحاً مع الأطباء. ووصف رياض تشودري، الذي جاء لزيارة شقيقه، أجنحة المستشفى بأنها كانت فارغة تماماً، وقال «يوجد طبيب أو اثنان في كل جناح. وكان من المفروض اجراء عملية لشقيقي اليوم، وهو غائب عن الوعي منذ أسبوعين بسبب إصابات في الرأس. وتم تأجيلها الى الغد».
ويطالب الأطباء الحكومة بتحسين نوعية الأمن في المستشفيات، عن طريق زيادة عدد الحراس، وتقييد عدد الأقارب الذين يسمح لهم بزيارة المريض في كل جناح، وقال وادال: «عليهم منع الأقارب من الدخول الى المريض، لأنهم حالما يدخلون يصبح من المستحيل إخراجهم».
وعلى الرغم من الوعود التي قدمتها الحكومة بتحسين الحماية للأطباء، إلا أنهم يقولون انه لم يتم تحقيق أي شيء على هذا الصعيد، ويقول أجايا: «هذه الوعود مجرد كلام يقوله السياسيون، ولكن لم يتغير شيء على أرض الواقع».
وتنفق الحكومة الهندية 1.15% من إجمالي ناتجها المحلي على الصحة العامة، وهي من أقل النسب في العالم. وفي الأسبوع الماضي أصدرت الحكومة قانون الصحة الوطني الجديد الذي تعهدت من خلاله بزيادة الإنفاق الى 2.5%.