بعد فترة من المخاوف من احتمال التهميش والعزل
الفلسطينيون يرون في ترامب الأمل الأمثل لحل قضــيتهم
أدّت الأحداث الأخيرة إلى جعل الفلسطينيين في موقف لا يحسدون عليه، إذ إن غياب استراتيجية واضحة من قبل الإدارة الأميركية لحل الصراع مع إسرائيل، ربما أصبح أفضل رهان لديهم على الدولة. وهذا على الأقل على ما يبدو هو تفكير رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي التقى مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية يوم الثلاثاء الماضي.
وقبل بضعة أشهر، كان الفلسطينيون يخشون عزلهم من قبل ترامب الذي أحاط نفسه بمستشارين مؤيدين لإسرائيل، ومرتبطين بشكل وثيق في مشروعاتها الاستيطانية، والذين يشكلون حركة تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية، عن طريق استيطان أراضي الضفة الغربية. ولكن في هذه الأيام تحولت تلك المخاوف إلى أمل بأن رجل الأعمال ترامب الذي يعتبره العديد من الفلسطينيين مبتدئاً في عالم السياسة، يمكن أن يحقق لهم ما عجز عنه أسلافه المحنكون سياسياً. وهم يراهنون على أن أسلوب ترامب الارتجالي ومهاراته التفاوضية، يمكن أن تمهد الطريق إلى اتفاقية الوضع النهائي وإنشاء الدولة في نهاية الطريق.
وتعزز التفاؤل الفلسطيني إثر حديث ترامب عن «صفقة نهائية» لحل الصراع الذي يبدو عسيراً. وحتى الآن، وعلى الرغم من تعهد حملته الانتخابية نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهي خطوة يعارضها الفلسطينيون بشراسة، لاتزال السفارة مكانها في تل أبيب. وفي الوقت ذاته تحدث مستشار الأمن القومي الاميركي، إتش آر ماكماستر، أخيراً، عن حق تقرير المصير للفلسطينيين، وهي العبارة المخففة عن فكرة تأسيس الدولة. ويوم الثلاثاء الماضي قال ترامب في بيت لحم إنه «متفائل حقاً» بأن الولايات المتحدة يمكن ان تتوسط للتوصل إلى اتفاق بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وتتجاوز كل هذه الامثلة جميع التوقعات المنخفضة التي كانت لدى القيادة الفلسطينية، وتطرد مخاوفهم الأولية التي مفادها أن إدارة ترامب يمكن أن تتجاهلهم تماماً. وكان انفتاح ترامب على عباس إنجازاً بحد ذاته، إذ إنه كان أحد القادة القلائل الذين تمت دعوتهم إلى البيت الأبيض خلال الأشهر الأولى من وجود ترامب فيه. وفي 3 مايو وقف عباس جنباً إلى جنب مع الرئيس الأميركي الجديد، حيث كال له الرئيس ترامب المديح لدوره في توقيع اتفاقات أوسلو عام 1993. وردّ عليه عباس مُثنياً على «قيادة ترامب وإدارته للأمور، وحكمته، وقدرته الكبيرة على التفاوض».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news