رسائل العتيبة المسربة.. تصعيد قطري «غير موفق»
نقلت وسائل إعلام قطرية سرباً من التسريبات عن موقع أميركي مغمور هو إنترسبت (INTERCEPT)، يتحدث عن اختراق وقرصنة البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن، يوسف العتيبة، في محاولة جديدة من قطر لتأزيم الأوضاع في المنطقة، وزرع الشقاق والفتنة بين الأشقاء في دول الخليج، إلا أن النتيجة جاءت عكسية وردّ السعوديون على الاختراق بحملة بعنوان «إيميل العتيبة يمثلني».
وفي طيات الخبر أن الجهة المجهولة التي اخترقت إيميل السفير الإماراتي مدت الموقع «إنترسبت»، وصحيفة «هافنغتون بوست»، التي تمول قطر نسختها العربية، كما أمدت الجهة المجهولة موقع «ذا ديلي بيست»، بتلك الرسائل، وجعلت لها حظوة دون بقية وسائل الإعلام الأميركي.
كان من ينتظر التسريبات ويدور بها على المواقع الأميركية لتنشرها، قد جهز لحملة على قناة الجزيرة القطرية، وحاول لَيّ ما في الرسائل بطريقته ليثير الجماهير، بالطريقة ذاتها التي تعودها منذ تغطية إرهاب «القاعدة» حتى الآن. |
ويدور جوهر الوثائق، التي احتفت بها وسائل الإعلام القطرية ونقلتها عن «إنترسبت» ولم تنسبها لأي من الموقعين الآخرين، حول مراسلات للسفير الإماراتي في واشنطن تظهر مواقف معلنة أصلاً لأبوظبي من حركة المقاومة الاسلامية «حماس» وتنظيم الإخوان المسلمين، ودور قطر المحوري في تحريك أدواتهما التنظيمية، وطمعها السلطوي ضد جيرانها، خصوصاً الإمارات وكذلك العلاقة مع السعودية.
كما بدا، من جملة الوثائق والخط الدعائي للإعلام القطري، أن النسج طُوِّع للمساس بالعلاقة الراسخة الأركان بين السعودية والإمارات.
وفي تصفح الوثائق تُتلف عبارات وتُخفى معلومات حول علاقة السفير الإماراتي بمؤسسات اللوبي الأميركي، لتبدو خارج سياق النشاط الدبلوماسي لأي سفارة تُجيش لأهدافها المعلنة، لحماية أمنها القومي ومصالحها، فتبدو العلاقة مع مؤسسات شرعية للفكر، مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وكأنما هي عمل غير مشروع.
وتصر وسائل الإعلام القطرية، خارج نص الرسائل، على أن هذه المؤسسة موالية لإسرائيل، رغم أنها كغيرها من مؤسسات الضغط تعمل لأي طرف بمقابل، مثلما تستأجر قطر نحو 65 مؤسسة ضغط، أغلبها يعمل لإسرائيل وتدفع لها أموالاً طائلة سنوياً للذود عن مصالح قطر.
يشار إلى أن كل ما برز من توجه في رسائل السفير العتيبة لم تخفه الإمارات قبلاً ولا جيرانها، خصوصاً السعودية، ولا يوجد في سطوره ما يشير الى تآمر إماراتي على السعودية. كذلك تثبت «رسائل العتيبة»، التي تم السطو عليها وقرصنتها، صحة شكوى جيران قطر من سياستها في تأزيم الأوضاع وخلخلتها.
وأشارت قناة سكاي نيوز عربية الى أن موقع هافنغتون بوست «تلقى أكثر من مكالمة هاتفية»، مما وصفه بـ«مصدر غامض» يحثه على نشر الرسائل المقرصنة.
وكان من ينتظر التسريبات، ويدور بها على المواقع الأميركية لتنشرها، قد جهز لحملة على قناة الجزيرة القطرية، وحاول لَي ما في الرسائل بطريقته ليثير الجماهير، بالطريقة ذاتها التي تعودها منذ تغطية إرهاب «القاعدة» حتى الآن.
محتوى الرسائل
وملخص ما جاء في الرسائل يعكس تماماً سياسة دولة الإمارات المعلنة والشفافة، وليس بها «تقية» ولا أغراض خفية:
■■تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والإمارات والدفع بمصالح المنطقة لدى صانع القرار الأميركي بكل السبل، التي يتبعها رجال الدبلوماسية في كل البلدان التي يعملون بها.
■■السعي لإزالة أي شوائب في العلاقات الأميركية السعودية، والعمل على تعزيزها كضامنة لعلاقات أميركية-خليجية جيدة.
■■العمل على ردع تدخلات إيران في المنطقة والحد من طموحاتها التوسعية، ومواجهة عدائها لدول الخليج والدول العربية.
■■مواجهة الفكر المتطرف وجماعات الإرهاب، بالتعاون مع مراكز البحث والدراسات التي تشكل «قناة تغذية أساسية» لصانع القرار الأميركي.
■■التأثير في السياسة الأميركية في المنطقة بعيداً عن خط جماعات التطرف، واختطاف الدين لأغراض ضد الاستقرار والتنمية (الإخوان وتفرعاتها).
■■توسيع دائرة العلاقات بالمسؤولين السابقين والحاليين ومراكز التأثير لمعادلة ما يشكو منه العرب منذ نصف قرن من «تأثير اللوبي الإسرائيلي في واشنطن».
■■السعي للاستفادة من الخبرات الأميركية في التنمية والتعليم والصحة وغيرها لصالح شعوب المنطقة، بما يجعل الجانب الأميركي يدرك المنفعة المتبادلة في ذلك.
تخريب فاشل
ويستطيع المتابع لردود الفعل السريعة على حملة التلفيق الإعلامية القطرية بشأن رسائل سفير الإمارات الإلكترونية، أن يلاحظ فشل محاولة التخريب المقصودة، والمبيتة النية.
فبغض النظر عن الإخوان، والمتعاطفين مع الإرهاب وإيران عموماً، كشف الجمهور العربي ببساطة الهدف من الحملة:
■ تخريب العلاقات السعودية - الإماراتية القوية.
■ إثارة مزيد من الفوضى والتدمير في دول مثل ليبيا ومصر واليمن.
■ إثارة الخلافات والشقاق داخل السعودية ذاتها.
■ تمييع الموقف من الإرهاب والجماعات المتطرفة.
■ تمييع الموقف من إيران وأذرعها في المنطقة.
■ النيل من تجربة دبلوماسية إماراتية ناجحة في أهم عاصمة في العالم.
وإدراك الجمهور العادي لتلك الأهداف يعنيفشلها، أما الأميركيون فيقرأون الإنجليزية جيداً، لذا لم يلتفتوا لتسريبات التلفيق القطري.