هزيمة ساحقة للجماعات المسلحة الحليفة لقطر في بنغازي
لم يكن تحرير الجيش الوطني لمدينة بنغازي بالكامل من الميليشيات المتطرفة ضربة مدوية للإرهاب في ليبيا فقط، وإنما شكل في الوقت ذاته هزيمة ساحقة للجماعات المسلحة الحليفة لقطر في المدينة الواقعة شرق البلاد، فيما اعتبر المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد المسماري، أمس، أن القوات المسلحة كانت تخوض معارك ضد قطر في بنغازي، بسبب الدعم العسكري واللوجستي القطري للمجموعات الإرهابية.
وأعلن قائد الجيش الوطني الليبي، خليفة حفتر، أول من أمس، أن القوات استعادت السيطرة بالكامل على ثاني كبرى المدن الليبية من قبضة جماعات متطرفة بعد حملة استمرت ثلاث سنوات.
وتشير المعطيات التي بحوزة القيادة العامة للجيش الليبي إلى أن الدوحة عمدت إلى التحالف مع المجموعات الإرهابية في بنغازي، منها «سرايا الدفاع عن بنغازي». كما تؤكد دلائل على الصلة المباشرة لأسماء قيادات التنظيمات الإرهابية في بنغازي ودرنة والجفرة بالمخابرات القطرية.
ومن بين أبرز هؤلاء القيادات الإرهابية إسماعيل الصلابي، قائد كتيبة ثوار 17 فبراير التي تحالفت مع تنظيم القاعدة تحت اسم «مجلس شورى ثوار بنغازي»، المجموعة المسؤولة عن عشرات الاغتيالات في المدينة.
وإسماعيل الشقيق الأصغر لعلي الصلابي، أحد أكبر قادة جماعة الإخوان في ليبيا، الذي يطلق عليه لقب «قرضاوي ليبيا».
كما يرتبط قائد سرايا الدفاع عن بنغازي، مصطفى الشركسي، بقطر بعلاقات قوية، علماً بأنه طرد من الجيش الليبي قبل اندلاع احتجاجات فبراير 2011، وقاد هجومين على منطقة الهلال النفطي في محاولة لطرد الجيش الليبي منها.
ومن بين الأسماء المرتبطة بقطر أيضاً الساعدي النوفلي، الذي كانت له علاقة وطيدة مع مجموعة أبومصعب الزرقاوي، وقد كلف بالبحث عن المتفجرات لاستعمالها ضد الشركات الأجنبية المتواجدة في ليبيا.
أما زياد بلعم فهو أحد أبرز قادة مجلس شورى ثوار بنغازي، وشارك في الهجمات الأخيرة على الهلال النفطي ضد الجيش الليبي.
كما أن مفتاح عمر أحد قادة مجلس شورى مجاهدي درنة المرتبط بقطر أيضاً، شكل كتيبة في مدينة مصراتة لمحاولة منع تقدم الجيش الليبي للهلال النفطي.
وتلقت هذه الشخصيات دعماً مباشراً من قطر من خلال غرفها العسكرية بقاعدة الجفرة التي دأب ضباط قطريون على التواجد فيها.
من جانبه، اعتبر العقيد أحمد المسماري، أمس، أن القوات المسلحة كانت تخوض معارك ضد قطر في بنغازي. وقال المسماري في لقاء مع «سكاي نيوز عربية»، إن الإنجاز الكبير الذي تحقق باستعادة بنغازي بالكامل من الجماعات الإرهابية تأخر بسبب قلة المخزون من الذخيرة لدى الجيش الليبي، بينما كان الإمداد القطري كبيراً للمسلحين المتطرفين. واستطرد قائلاً: «لم نكن نقاتل القاعدة والإخوان بل كنا نقاتل قطر في بنغازي».
وأشار المسماري إلى أن الدعم العسكري القطري كان مستمراً حتى قبل شهرين عندما رصد الجيش الليبي طائرات عسكرية قطرية من طراز سي 130 تهبط في مطاري الجفرة ومصراتة أكثر من مرة لنقل أسلحة ومعدات عسكرية للمتطرفين.
وأوضح أن الجيش نجح في إضعاف الإمدادات القطرية بعد تمكنه من السيطرة على مطار الجفرة في الآونة الأخيرة.
ولفت المتحدث باسم الجيش الليبي إلى أنه بدحر الميليشيات الإخوانية وتلك التابعة للقاعدة وداعش في بنغازي، فإن الجيش الليبي «نجح في تدمير مشروع قطر للسيطرة على الغاز والنفط الليبي وجعل ليبيا قاعدة عسكرية للانطلاق نحو الدول الأخرى مثل مصر وأيضاً أوروبا».
وكان الجيش الليبي قد عرض في وقت سابق أدلة مصورة على الدعم العسكري القطري للإرهابيين، الذي وصل إلى حد انخراط قوات وآليات قطرية في القتال ضد الجيش الليبي في مناطق متفرقة.