الرسائل المتعددة للهجمات الإرهـــابية في برشلونة
على الرغم من نجاح الولايات المتحدة في منع وقوع هجوم إرهابي على أراضيها كالذي تعرضت له في الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث استهدف تنظيم «القاعدة» قوتها الاقتصادية (مركز التجارة العالمي) والعسكرية (وزارة الدفاع)؛ إلا أنه بعد مرور ستة عشر عاماً على هذا الحادث، والحرب الدولية على الإرهاب التي قادتها واشنطن، ومليارات الدولارات التي أنفقتها هي والدول الغربية على منظومتها الأمنية، واغتيال الزعيم السابق لتنظيم القاعدة «أسامة بن لادن» في (مايو) 2011، والعديد من قيادات التنظيمات الإرهابية باستخدام الطائرات بدون طيار؛ لاتزال قضية «الإرهاب العالمي» على أولويات الأجندة الدولية مع تزايد عدد التنظيمات الإرهابية، وتنوع تكتيكاتها، واتساع نطاق عملياتها لتشمل الدول المحصنة أمنياً.
وتتزايد خطورة ظاهرة «الإرهاب العالمي» لأنه لم يعد يُنظر إليها على أنها تهديد أمني فقط للدول الغربية؛ بل أضحت مولِّدة لأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، مع تزايد موجات اللاجئين من الدول التي تنشط فيها التنظيمات الإرهابية إلى الدول الغربية، الأمر الذي يفرض أعباء إضافية على الدول الكبرى في النظام الدولي للتعامل معها، والبحث عن حلول لها، بجانب جهودها العسكرية لمكافحة الإرهاب عالمياً. فضلاً عن تعقد الظاهرة الإرهابية؛ لتنوع تكتيكات وأدوات التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإرهابية لتؤدي إلى خسائر بشرية ومالية كبيرة وغير متوقعة في كثير من الأحايين، بالإضافة إلى استفادة تلك التنظيمات من الثورة التكنولوجية في تجنيد أتباع جدد، وجاذبية تنفيذ عمليات إرهابية لدى الكثير من الأفراد والمجموعات الإرهابية الصغيرة، الأمر الذي يزيد من مخاطر الإرهاب غير التقليدي.
ويواكب تزايد الهجمات الإرهابية التي تنفذها تنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش» في الدول الغربية في الآونة الأخيرة، تنامي الهجمات ضد تجمعات المسلمين في المجتمعات الأوروبية، التي ترتبط بموجة التطرف المتصاعد داخلها خلال السنوات الماضية، والتي أنتجت مجموعة من المحفزات والفاعلين الذين يتبنون خطاباً راديكالياً تجاه التجمعات المسلمة، وهو الخطاب الذي سرعان ما تحول إلى ممارسات إرهابية تستهدف المسلمين والمساحات التي تُعبِّر عن هويتهم.
ولن تنجح الحرب الدولية على الإرهاب إذا استمر تركيزها بصورة كبيرة على القوة العسكرية، واستهداف قيادات التنظيمات الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها؛ لأن الحرب ضد الإرهاب - في أحد أبعادها - حرب أفكار وأيديولوجيات. وعلى الرغم من أن تلك الحرب ليست سهلة، فإنها غير مستحيلة، وضرورة خوضها أمر لا مفر منه، لأن استمرار جاذبية الأفكار الإرهابية مع القضاء على التنظيمات الإرهابية المركزية المعروفة حالياً سيولِّد جيلاً جديداً من الإرهابيين والتنظيمات، لذا فنجاح الحرب على الإرهاب العالمي يرتبط بعدم التركيز فقط على المواجهة الأمنية، والانتقال من محاربة أعراض التطرف إلى التعامل مع جذوره الأصلية.
ومع الذكرى السادسة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر، يركز هذا الملف على ملامح تعقد «الإرهاب العالمي»، وتطور تكتيكات التنظيمات الإرهابية في تنفيذ عملياتها، واتساع نطاق نشاطها ونفوذها في أنحاء العالم، بالإضافة إلى تقييم الاستراتيجيات الدولية لمحاربة الإرهاب، والتوصيات التي من شأنها إنجاح تلك الاستراتيجيات بعد الإخفاقات المتتالية في التعامل مع تنامي عدد التنظيمات الإرهابية، وعملياتها غير التقليدية.
على الرغم من إحباط السلطات الأمنية الإسبانية عدداً كبيراً من المحاولات الإرهابية منذ الهجوم الإرهابي الأكبر الذي شهدته مدريد في عام 2004؛ إلا أنها لم تتمكن من استباق الهجمات الإرهابية التي شهدها إقليم كتالونيا في 17 أغسطس 2017، حيث كشف هجوم برشلونة وتوابعه عن مدى قدرة التنظيمات الإرهابية على اختراق إجراءات الأمن المشدد وتنفيذ عمليات إرهابية غير متوقعة، بتوظيف تكتيكات مثل «الدهس بالمركبات» في المناطق المزدحمة ومراكز الجذب السياحي، وتصاعد اعتماد «داعش» على استهداف المدنيين لبث رسائل مزدوجة للخصوم والمتعاطفين في آن واحد بقدرته على اختراق المدن الكبرى، وتبديد هامش الأمن الذي تتمتع به الدول الغربية، وتجاوز حالة الانحسار التي تعرض لها في معاقله الرئيسة في سورية والعراق.
إرهاب المركبات
شهد إقليم كتالونيا في إسبانيا تنفيذ عمليات إرهابية عدة متتابعة في 17 أغسطس 2017، حيث تم تنفيذ الهجوم الرئيس في شارع «لا رامبلاس» في برشلونة، حينما قام مهاجم بقيادة شاحنة صغيرة لدهس حشود المدنيين في الشارع السياحي المزدحم، ما تسبب في مقتل 13 فرداً وإصابة 100 آخرين. كما شهدت بلدة ألكانار، جنوب كتالونيا، انفجارين تسببا في مقتل شخص وإصابة العشرات خلال محاولة لإرهابيين صنع عبوات ناسفة.
وفي مساء اليوم نفسه، سعت عناصر إرهابية إلى تكرار «هجوم برشلونة» في بلدة كامبريس جنوب العاصمة الكتالونية بمحاولة دهس المارة في أحد الشوارع، إلا أن الشرطة تمكنت من قتل خمسة من المهاجمين، وقد أعلن تنظيم داعش عن مسؤوليته عن العمليات الإرهابية، حيث أشارت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم إلى أن الهجوم جاء «استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الدولي».
ويكشف هجوم برشلونة وتوابعه في إقليم كتالونيا أن توظيف المركبات في تنفيذ عمليات إرهابية بات ضمن التكتيكات الأكثر استخداماً من جانب التنظيمات الإرهابية، حيث شهدت الدول الأوروبية ما لا يقل عن ثماني هجمات إرهابية، تم خلالها استخدام المركبات كسلاح إرهابي.
وتتسم عمليات الدهس بسهولة تنفيذها، وعدم وجود متطلبات خاصة أو مهارات قتالية لدى المهاجم، بالإضافة إلى صعوبة توقع قيام شخص بالانحراف عن مساره واستهداف المشاة أو قوات الأمن في المناطق المزدحمة، كما تتسبب هذه العمليات في سقوط عدد كبير من الضحايا في وقت محدود للغاية، بسبب ازدحام المناطق التي يتم استهدافها.
فقد شهدت مدينة نيس في فرنسا في 14 يوليو 2016 هجوماً مماثلاً استهدف خلاله قائدُ شاحنة جمهورَ المحتشدين لمشاهدة الألعاب النارية في يوم الباستيل، ما تسبب في مقتل 86 شخصاً وإصابة 434 آخرين. وفي 19 ديسمبر 2016 شهدت العاصمة الألمانية برلين هجوماً بشاحنة في سوق مزدحم قبيل احتفالات الكريسماس، ما تسبب في مقتل 12 شخصاً.
• يرجع استهداف التنظيمات الإرهابية للمناطق السياحية إلى السعي لتأكيد عالمية الهجمات من خلال إسقاط ضحايا ينتمون لعدد كبير من دول العالم، حيث بلغ عدد الدول التي ينتمي إليها ضحايا هجمات برشلونة وتوابعها نحو 34 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا والأرجنتين وأستراليا وبلجيكا ورومانيا ومصر والكويت وباكستان، كما استهدفت الهجمات نشر شعور عالمي بعدم الأمان والتأثير سلباً على اقتصاديات السياحة العالمية. |
وفي 7 أبريل 2017، شهدت العاصمة السويدية استوكهولم حادثة دهس في شارع مزدحم مخصص للتسوق، ما تسبب في مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين.
وتكررت عمليات «إرهاب المركبات» في لندن، التي شهدت هجومين مماثلين في 3 يونيو 2017، حينما قاد مهاجم شاحنة لتصطدم بالمشاة على جسر لندن، ثم قام بطعن عدد من المشاة. وفي 19 يونيو شهدت بريطانيا عملية دهس ضد المسلمين المتجمعين بالقرب من مسجد فينسبري بارك، ما تسبب في جرح 11 شخصاً.
كما شهدت العاصمة الفرنسية باريس حادثتين مماثلتين، ففي 19 يونيو 2017 قام مهاجم بالاصطدام عمداً بشاحنة تابعة للشرطة. وفي 9 أغسطس 2017 تم تنفيذ هجوم آخر بمحاولة دهس بعض الجنود الفرنسيين خارج منطقة عسكرية، ما تسبب في جرح ستة أشخاص ومقتل المهاجم.
دروس برشلونة
أكدت العمليات الإرهابية التي شهدتها «برشلونة» أن الإرهاب في أوروبا لم يعد مجرد موجة عابرة ستنقضي بتفكيك حواضن التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط، وإنما تحول إلى ظاهرة محلية وثيقة الصلة بالتعقيدات المجتمعية بالقارة الأوروبية، ويرتبط «استيطان الإرهاب» في الدول الأوروبية بدروس عدة كشفتها العمليات الإرهابية المتتالية في الدول الأوروبية، وأكدتها العمليات الإرهابية التي شهدتها كتالونيا، يتمثل أهمها في ما يلي:
1- الانتشار العالمي
يعد تبني تنظيم «داعش» للعملية الإرهابية رسالة ضمنية لتأكيد أن مسرح عمليات التنظيم بات عالمياً، ولم يعد يقتصر على الدفاع عن معاقله الأساسية في سورية والعراق وامتداداتها الرئيسة في دول الشرق الأوسط، حيث تغيرت التكتيكات الدعائية للتنظيم، وتصاعدت الدعوات للمتعاطفين معه في الدول الغربية، لتنفيذ عمليات إرهابية في دولهم بدلاً من التوجه لسورية والعراق للانضمام لصفوف التنظيم، وهو ما زاد من وتيرة العمليات الإرهابية التي تحولت إلى موجات متتالية وغير متوقعة من الهجمات الإرهابية، في بؤر متعددة تشمل أقاليم العالم كافة.
ويرجع استهداف التنظيمات الإرهابية للمناطق السياحية إلى السعي لتأكيد عالمية الهجمات من خلال إسقاط ضحايا ينتمون لعدد كبير من دول العالم، حيث بلغ عدد الدول التي ينتمي إليها ضحايا هجمات برشلونة وتوابعها نحو 34 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا والأرجنتين وأستراليا وبلجيكا ورومانيا ومصر والكويت وباكستان، كما استهدفت الهجمات نشر شعور عالمي بعدم الأمان والتأثير سلباً على اقتصاديات السياحة العالمية.
2- رسائل مزدوجة
لم يعد تنظيم «داعش» يكلف نفسه عناء البحث عن مبرر لاستهداف المدنيين، بحيث بات العنف في حد ذاته وسقوط الضحايا رسالة موجهة للدول والمجتمعات الغربية بقدرة التنظيم على تنفيذ عمليات في مناطق متباعدة وبصورة غير متوقعة، ولمؤيدي التنظيم والمتعاطفين معه من جانب آخر بعدم تأثر التنظيم بفقدانه مناطق واسعة من الخاضعة لسيطرته في العراق وسورية، وأنه لا يزال قادراً على تنفيذ عمليات داخل الدول الأوروبية، وهي رسائل قد تدفع آخرين من المتعاطفين مع التنظيم لتنفيذ عمليات مماثلة في مناطق متباعدة من العالم.
3- الاستهداف الرمزي
يرتبط انتقاء إسبانيا لتنفيذ العمليات الإرهابية الأخيرة بالمكانة الرمزية لها لدى التنظيمات الإرهابية باعتبارها الامتداد التاريخي للخلافة، كما يعد انهيار الحكم الإسلامي في الأندلس ضمن الركائز الأساسية لخطاب التنظيمات المتطرفة ضد الغرب، حيث يتم توظيف الروايات التاريخية حول هذه المرحلة ضمن عملية استقطاب الأفراد لصفوفها لترسيخ فكرة وجود صراع تاريخي وتعزيز دافعية الانتقام لدى المتعاطفين.
4- إرهاب الممكن
كشفت عمليات كتالونيا عن وجود تصاعد في تكتيكات تنفيذ العمليات الإرهابية بالوسائل المتاحة لإحداث أكبر قدر من الأضرار المادية والبشرية، ويرتبط ذلك بالرسالة الصوتية للقيادي في «داعش» «أبو محمد العدناني» في مايو 2016، والتي طالب فيها عناصر التنظيم وأتباعه والمتعاطفين معه باستخدام كافة الوسائل المتاحة لتنفيذ الهجمات الإرهابية (مثل الطعن، أو القذف بالحجارة، أو الدهس بالسيارة)، وذلك في حالة ضعف خبراتهم القتالية، وعدم قدرتهم على الحصول على متفجرات أو أسلحة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.
5- العمليات المنظمة
لم يمنع تنفيذ الهجوم الرئيس في برشلونة باستخدام شاحنة وجود درجة عالية من التنظيم وراء الهجوم، حيث كشفت التحقيقات الأولية عن استعانة منفذي الهجوم بسيارتين: الأولى لتنفيذ الهجوم، والثانية للهروب من مكان العملية والاختفاء من الشرطة، كما تضمنت توابع الهجوم الرئيس تفجيرين في بلدة «ألكانار» جنوب كتالونيا خلال محاولة لصنع عبوات ناسفة، ومحاولة لتكرار هجوم برشلونة في مساء اليوم نفسه في بلدة «كامبريس» جنوب برشلونة، إلا أن الشرطة تمكنت من قتل أربعة مهاجمين، ويؤكد ذلك وجود خلية إرهابية قامت بالتخطيط للهجمات وتنفيذها بصورة موجات متتابعة من الهجمات في مناطق متباعدة.
وكشفت التحقيقات عن الخلية الإرهابية المنفذة للهجمات أنها كانت تخطط لعملية أوسع نطاقاً باستخدام أسطوانات غاز البوتان، إلا أن فشل المخطط دفعهم لتنفيذ عمليات الدهس المتتالية، ما يعكس المرونة والسرعة في تبديل المخططات، بالإضافة لوجود مؤشرات أولية حول ارتباط الخلية الإرهابية بـ«داعش».
6- استهداف الحشود
تمثل عمليات كتالونيا تكراراً لأسلوب التنظيمات الإرهابية في استهداف الحشود والمناطق المزدحمة في مختلف دول العالم، حيث تصاعدت العمليات الإرهابية في أوروبا ضد «الأهداف الرخوة»، وهي أهداف مدنية يسهل إصابتها، لاسيما مناطق التجمعات الجماهيرية التي تكون الإجراءات الأمنية حولها في حدها الأدنى، ما يُمَكِّن عناصر التنظيم من تنفيذ هجمات متتابعة، وإيقاع أكبر قدر من الضحايا في صفوف المدنيين، وهو ما برز في استهداف منطقة «ساحل الأزور» في نيس بفرنسا خلال مشاهدة الألعاب النارية في يوليو 2016، والهجمات على مسرح باتكلان وعدد من المطاعم والمقاهي في العاصمة الفرنسية باريس في نوفمبر 2015، والهجوم على متحف «باردو» بتونس في مارس 2015، وهجوم سوسة بتونس الذي استهدف السائحين الأجانب في يونيو 2015.
7- ممرات الإرهاب
تصنف إسبانيا على أنها «دولة معبر» للتنظيمات الإرهابية وليست ضمن حواضن التنظيمات المتطرفة مثل بريطانيا، حيث شهدت مدينة كامبريلس التي تعرضت للهجمات الإرهابية الأخيرة لقاء «محمد عطا» أحد منفذي هجمات 11 سبتمبر مع القيادي اليمني بالقاعدة «رمزي بن الشيبة» خلال عملية التخطيط للعملية، كما كشفت التحقيقات أن بعض المتورطين في هجمات كتالونيا مرتبطين بخلايا إرهابية نفذت عمليات سابقة في أوروبا.
8- ثغرات الأمن
كشفت العمليات الإرهابية في كتالونيا أن كل الإجراءات الأمنية المشددة، ونظم جمع المعلومات الاستخباراتية، لن تمنع وقوع عملية إرهابية رغم تمكنها من إحباط عشرات المحاولات الإرهابية في فترات سابقة، حيث ذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية في 17 أغسطس 2017، أن السلطات الأمنية الإسبانية كان لديها إدراك بتهديد العمليات الإرهابية، وقامت في احتفالات الكريسماس بتشديد إجراءات تأمين الميادين العامة، خصوصاً بعد الكشف عن مخطط مماثل لاستهداف المشاة بشاحنة في نوفمبر 2017، وتم نشر حواجز خرسانية وعوارض لمنع السيارات من الاندفاع نحو أرصفة المشاة.
وعلى الرغم من تمكن المؤسسات الأمنية الإسبانية من إحباط مخططات إرهابية متعددة منذ الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدريد في عام 2004، وتفكيك شبكتين من الخلايا الإرهابية خلال هذا العام، من بينهما واحدة مرتبطة بتنظيم داعش، بالإضافة للقبض على 178 من العناصر الإرهابية منذ يونيو 2015 حتى يونيو 2017؛ فإن إجراءات الأمن المشددة لم تمنع تنفيذ سلسلة العمليات الأخيرة التي أكدت أن تأمين المدن العالمية الكبرى تحول إلى معضلة أمنية معقدة، تتطلب إجراءات واستراتيجيات غير تقليدية.
ختاماً، من المرجح أن تتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية في الدول الأوروبية مع إحكام حصار المعاقل الرئيسة لتنظيم «داعش»، واستماتة التنظيم في بث رسائل تطمين وثقة للمتعاطفين معه بأنه لا يزال قادراً على البقاء، وعلى تنفيذ عمليات مؤثرة في الدول الغربية ضمن استراتيجية الانتقام التي يتبعها التنظيم، والتي ستؤدي إلى تزايد عمليات استهداف الأهداف المدنية الرخوة التي يصعب تأمينها، خصوصاً مناطق تجمعات المدنيين في المدن الكبرى.