شركات مياه في بريطانيا تستعين بممارسات القرون الوسطى
اعترفت 10 من بين 12 شركة مياه تعمل في المملكة المتحدة، أخيراً، باستخدام ممارسات القرون الوسطى لتحديد الأنابيب أو مصادر المياه الجوفية، على الرغم من عدم وجود أي أدلة علمية تثبت فعاليتها.
وتسمى هذه الطريقة «التغطيس»، وهي البحث عن المياه الجوفية بواسطة ما يسمى «عصا الاستنباء» عن الماء والمعادن.
ويدعي المغطسون أن القضبان المعدنية التي يحملونها - عادة من النحاس أو الفضة - تتقاطع مع بعضها بعضاً لتشكيل حرف «إكس» عندما تكتشف وجود الماء تحت الأرض.
وعلى الرغم من أن هذا الادعاء محل شك منذ فترة طويلة، إلا أن بعض شركات المياه في المملكة المتحدة يصر على أن هذه الممارسة فعالة مثل الأساليب الحديثة، على شاكلة الطائرات من دون طيار أو الأقمار الاصطناعية.
واكتشفت طالبة العلوم في أكسفورد، سالي ليباج، أن شركات بريطانية لاتزال تستخدم قضبان التغطيس، بعد أن رأى والداها مهندساً من شركة «سيفرن ترينت» يتجول بقضبان التغطيس، في محاولة للعثور على أنبوب مكسور، بالقرب من منزلهم في «ستراتفورد أبون آفون.»
أرسلت سالي إلى الشركة تسأل عن سبب استخدام القضبان المعدنية للعثور على الأنابيب، على الرغم من عدم وجود أدلة علمية على فائدتها؟ فردت «سيفرن ترينت» عبر «تويتر»: «لقد وجدنا أن بعض الأساليب القديمة فعالة تماماً مثل الحديثة، لكننا نستخدم أيضاً الطائرات من دون طيار، والآن الأقمار الاصطناعية». وبعد أن صُدمت بالإجابة، تواصلت الطالبة البريطانية مع 11 شركة مياه أخرى، في المملكة المتحدة، ووجدت أن شركة واحدة فقط، وهي «ويسكس» المياه، لم تستخدم قضبان التغطيس على الإطلاق، أما البقية فقد أكدت استخدام التغطيس في عملية البحث عن المياه والأنابيب.
أما خبير إدارة المياه في كلية علم الأحياء في جامعة ليدز، كريستوفر هاسال، فيقول إن التغطيس «ليس تقنية، إنه سحر وشعوذة». متابعاً: «نحن نعمل مع شركات المياه لتعزيز استدامة إمدادات مياه الشرب، ومن المحبط أنه لاتزال هناك بعض الممارسات القديمة جداً في بعض هذه الشركات».